الاثنين، نوفمبر 22، 2010

"مُحمّد مُشْتَهَى الأُمَم" موسوعة أشهر الشهادات في عظمة النبي الخاتم




















"مُحمّد مُشْتَهَى الأُمَم"

موسوعة أشهر الشهادات في عظمة النبي الخاتم




الغلاف

القاهرة: صدر عن مكتبة مدبولي الصغير بالقاهرة كتاب "مُحمّد مُشْتَهَى الأُمَم" والذي يقدّم مئات الأدلة والبراهين والقرائن على عظمة رسالة الإسلام ومدى احتياج البشرية إليها، كما شهد بذلك فلاسفة الغرب وعباقرته بما فيهم أشد الناس عداوة للإسلام وحضارته، والكتاب من تأليف محمد عبد الشافي القوصي.

يأتي الكتاب كأحدث وأهم ما كُتِبَ في سلسلة "المحمديات" ويتحدث بلسان أكثر من أربعة آلاف شخصية من المشاهير، مثل "ادوارد رمسي، وفولتير، وبرناردشو، وبونابرت، وجوته، واللورد هدلي، والسير بودلي، وإرنولد توينبي، ومايكل هارت، وديكارت، وجان جاك روسو، وولتر، وليبون، ومونتيه، وتولستوي، ومونتجمري وات، والقس لوزان، والقس ميشون، والقس بوش، وهانز كونج"، وغيرهم من عباقرة الغرب وفلاسفته.

استلهم المؤلف عنوان كتابه من بشارة وردت في العهد القديم تُبشّر بقدوم نبيّ آخر الزمان الذي سيدعو الناس جميعاً إلى مِلّة إبراهيم الخليل عليه السلام، ويأمرهم أن يُولّوا وجوههم شطر "البيت الحرام" الذي سيكون أعظم مكانة من قِبلَة الأنبياء السابقين، وهذه هي البشارة التي وردت في "الإصحاح 2: 6-9" من سِفْر النبيّ حجي : "لأنه هكذا قال ربُّ الجنود هي مرة بعد قليل سأُزلْزِل السماوات والأرض والبحر واليابسة. وأُزلْزِل كلّ الأُمم ويأتي مُشْتهَى كلّ الأُمم. فأملأ هذا البيت مجداً. مجد هذا البيت الأخير يكون أعظم من مجد الأول قال ربّ الجنود. وفي هذا المكان أُعطي السلام قال ربّ الجنود".

أما لفظ "مُشتهَىَ كل الأُمَم" فيعني محمود كل الأُمم وهي لا تعني إلا رسولاً تنتظره كلّ الأُمم، وعبّر عن ذلك الانتظار بلفظ "مُشتهَىَ كلّ الأُمَم" يعني يخرج من غير العبرانيين الذين يطلقون على أنفسهم "شعب الله المختار"! كما لا يكون مُرسلاً إلى قطيع من الخراف الشاردة، بلْ إلى جميع أُمَم الأرض، لأن العبرانيين يطلقون على من عداهم من الناس لقب الأُمم أوْ "الأُمميين".

وهذه البشارة "مُشتهَى كلّ الأُمم" لا تعني بحسب المؤلف إلا محمداً فمَنْ سوى هذا النبيّ الذي زلزل السماوات والأرض وما فيها بسلطانه وشرائعه؟ ومَنْ سواه الذي تحقّق به السلام والأمن عند البيت، خاصة أنه خُرّبَ ودُمّرت أركانه قبل مجيء الإسلام؟

بلْ الملاحظ أن النص يتحدث عن بيْتين، مشيراً إلى أن مجد البيت الأخير "البيت الحرام" سيكون أعظم شأناً من مجد الأول "بيت المقدس" وهو ما حدث بالفعل!

النبوءة الصادقة

يقول المؤلف أن الرسول محمد "صلى الله عليه وسلم" قد حقّق الله به دعوة أبيه "إبراهيم" الخليل عليه السلام، وما وعد به السيدة "هاجر" بأنْ سيأتي من نسلِها أُمّة عظيمة جداً -كما جاء في "سِفْر التكوين". وأخبر عنه "يعقوب" بأنه "ستخضع له الشعوب".

وصدَقَتْ نبوءة "سِفْر العدد" وظهر كوكب آل إسماعيل، وتزلزلتْ لظهوره الأرض وما عليها ،
وجعل الله كلامه في فمه، وانتقم له من أعدائه كما في "سِفْر التثنية". وأخبرت التوراة – مِراراً - بأنّ مولدهُ بأرض قِيدار، ويتنزّل عليه الوحي بجبل فاران، ومهاجره إلى أرضٍ ذات نخل.

ووصفت أسفار "العهد القديم" الرسول الخاتم بأنه يقْبَل الهدية، ولا يأخذ الصدقة، وأنه يُصلّي إلى القبلتيْن، ويخوض الحروب بنفسه، ويظْفَر على أعدائه، وأنّ الله سيُمكّن له دينه، وينتشر بين الشعوب والأُمَم!

وناداهُ داود في "مزاميره" يا سيّدي، وأعلن أنه سيأتي لكم نبيّ الرحمة، الذي بين كتفيْه شارة المُلْك والنبوّة، وأنه أبرعُ جمالاً من بني البشر، وأنّ النعمة انسكبتْ على شفتيْه، لذلك باركهُ اللهُ إلى الأبد. وأنّ خصومه سيخرّون بين يديه على رُكَبِهم، وتسجد له الملوك وتأتيهِ بالقرابين.

وأشار "ميخا" إلى أنّ قِبلتهُ ستكون نحو البيت الذي بناه إبراهيم. ورآه "إشْعيا" راكباً على جمل، وعلى كتفهِ خاتم النبوّة، ولا يكَلّ ولا ينكَسِر حتى يضع الحق في الأرض وتنتظر البلادُ شريعته. وسمّاهُ "دانيال" بالمسيّا الرئيس الذي به ختْم النبوّة، وتتميم النعمة، وإِبطال القرابين، وتطهير البقعة المباركة من الأرجاس.






وقال عنه النبيّ "ملاخي" بأنه سيردّ قلب الآباء على الأبناء، وقلب الأبناء على آبائهم. وأكدّ "حبقوق" بأنهُ سيأتي من جبل فاران، وستمتلئ الأرض بالحمد والتسبيح. ووصفه "حِجّي النبيّ" بأنه مُشْتَهَى كُلّ الأُمم. وخاطبه ربّه في سِفْر "إرميا" قائلاً: من قبل أن أُصوّركَ في الرحِم عرّفتك، ومن قبل أن تخرج من البطن قَدّستك، وجعلتكَ نبياً للأُمم.

وقال عنه السيد الحصور "إنّني لا أستحق أنْ أحلَّ سيور حذائه"! وعندما جاء أخوه "المسيح" بَشّر به مرات ومرات، فوصفهُ بالمُعزّي والمُعين، وسمّاه "البارقليط" وقال: "إنه يشهد لي ويعلّمكم كلّ شيء، ويذكّركم بكلِّ ما قلتهُ لكم، ويوبّخ العالم على الخطيئة، ويرشدكم إلى جميع الحق، ولا ينطِق من نفسه بلْ يتكلّم بما يسمع، ويُخبِركم بكلّ ما يأتي".

وقد تحقّق الأحبار والرهبان من أوصافه وعلاماته، فأعلنوا لأتباعهم أنه "نبيّ آخر الزمان" الذي بشّر به الأنبياء، فقال القس لوزان: مُحمّد هو الإنسان الوحيد الذي عُرِفَتْ كل صغيرة وكبيرة عن حياته. وأفصح القس "بوش" أنه النبيّ الذي جاءت أوصافه في نبوءتي دانيال ويوحنا. وأوضح "مونتجمري وات" أنّ عظمتهُ في إنجازاته المطلقة التي لم يحققها نبيّ ولا مَلِك. وأكدّ عالم اللاهوت "هانز كونج" أنه المرشد القائد إلى طريق النجاة.



نابليون بونابرت

زعماء وفلاسفة

انحنى أمام عظمة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم زعماء الغرب وعلماؤه، فاعترف "بونابرت" في مذكراته بأن مبادئه وحدها هي الصادقة، التي يمكن أن تقود الناس إلى السعادة. ورأى "غاندي" أن هذا النبيّ يملك قلوب ملايين البشر. وأكد "ريتشارد جابريل" أنه صاحب أعظم عقلية عسكرية في التاريخ. ومن قبلهم قال "هرقل" أعلمُ أنه سيرث ما تحت قدميّ! وآمنَ به "النجاشي" لأنه جاء بالقول الفصل في المسيح وأُمّهُ الطاهرة.

ووقف كبار الفلاسفة مشدوهين أمام عبقريته الفذّة، وإعجاز التشريع الذي جاء به، فقال "بلاشير" إنّ إعجاز الوحي وراء نجاح رسالته. وذهب "جوستاف لوبون" إلى أنه إذا ما قِيستْ قيمة الرجال بجليل أعمالهم كان (مُحمّدٌ) أعظم مَنْ عرفهم التاريخ. وقال "لامارتين" لم تتحقّق جميع صفات العظمة الإنسانية في أحد سواه.

وأكد "وليام موير" أنه أتمّ من الأعمال ما يدهش العقول. وأوضح "كارليل" أنه لوْ لمْ يكن صادقاً لما استطاع دينه أن يعطي هذه الحضارة كلها. وهتف "توليستوي" قائلاً: أنا واحد من المبهورين بهذا النبيّ الذي اختاره الله الواحد لتكون آخر الرسالات على يديه. وردّد المعنى ذاته "كارل بروكمان" بقوله: أرسلهُ الله إلى العالم أجمع، ليصحّح مسيرة الرسالات التي سبقته.

وأثبت المؤرخ اللبناني "فيليب حتّى" أنه لم تعرف الدنيا إنساناً قُلّدتْ أفعالهُ بمنتهى الدقة كما حدث لمُحمّد. وأكدّ "نظمي لوقا" :أنّ موقفاً واحداً من مواقفه يرجح بفتوح الغزاة كافة وأبّهة القياصرة أجمعين!

الإنجيل ومُحمّد







عرض المؤلف بكتابه أكثر من مائة بشارة احتواها "الكتاب المقدس" عن نبيّ الإسلام

وأمته التي سترث الأرض من أقصاها إلى أقصاها. وقد حملت هذه البشارات أسماء وألقاب النبيّ الخاتم، بلْ تحدثت عن أوصافه بدقة متناهية بما فيها أنه يموت وفي رأسه ثلاث عشرة شعرة بيضاء في رأسه!
وأنه أُميّ لا يكتب ويتنزّل عليه أعظم كتاب من السماء! وأنه يخوض الحروب بنفسه، وأنه يقبل الهدية ولا يأخذ الصدقة، وأنه يُصلي إلى القِبلتين، وأنه لا يُقابل السيئة بمثلها، ولا يزيده جهل الجاهل إلا حِلْما، وأنه حَجَر الزاوية المُتمّم للبناء.

وورد أنّ أمته آخر الأمم ظهوراً في الدنيا، لكنها أول الأمم التي ستأخذ حسابها في الآخرة - كما ورد في الإنجيل. ليس هذا فحسب، بلْ أوضحت بشارات العهد القديم إلى مكان مولده بمكة، وزمان مولده، وبعثته، وهجرته إلى يثرب، وغير ذلك مما كان من أمر هذا الرسول النبيّ الأُمي.

عالَم الشعراء


اختتم المؤلف كتابه بهذا العنوان السابق والذي قدم من خلاله
أشعاراً عذبة لأكثر من 20 شاعراً مسيحياَ، مدحوا رسول الإنساني
بقصائد ومطولات شِعْرية مثل: حليم دمّوس، والشاعر القروي، وخليل مطران، وإلياس قنصل، وشبلي شميل، وعبد الله يوركي حلاق، وجاك صبري شماس، وإلياس فرحات، وجورج صيدح، ورياض المعلوف، وشبلي ملاط، وجورج سلسلمي، وميخائيل ويردي الذي مدح الرسول بعدة قصائد، فضلاً عن القصيدة الشهيرة التي عارض فيها نهج البردة لأمير الشعراء شوقي!

يقول ميخائيل ويردي:

يا أيها المصطفَى الميمونُ طالعهُ

كأنّما قلبهُ ينبوعُ مرحمةٍ

فاجعلْ هواكَ رسول اللهِ تلقَ بهِ

قد أطلعَ اللهُ منك النورَ للظُلَمِ

مُستبشِرٌ جذلانُ بالنَسَمِ

يوم الحِسابِ شفيعاً فائقَ الكَرَمِ

يذكر أن هذا الكتاب الواقع في أكثر من 300 صفحة يحتوي على 20 مبحثاً جاءت على النحو التالي "الوصية الأولى، أنوار النبوة، العهد الجديد، الاعتراف سيد الأدلة، ماذا يقول الكتاب المقدس عن مُحمّد؟، المسيح يبشّر بالمسيّا، وشهد شاهد من أهلها، فاسألوا أهل الذكر، نبي الإسلام في مؤلفات الكُتّاب والمؤرخين النصارى العرب، المعجزة الكبرى، دلائل النبوة، نبي الرحمة، نبي الملحمة، نبي الحب، النبيّ الخاتم، رسول الحرية، صاحب الرسالة العالمية، أركون العالم يحتفي بالمسيح، في عالم الجَمَال".

الأحد، نوفمبر 21، 2010

شاعر مصر الأكبر ينشد: ازاي احبك يابلد وانتي مش حباني



إزاى احبك يابلد وانتى مش حباني
إزاي أعيش وأموت وأندفن في أرض رفضاني
بنام وأحلم ببكرة الأقي بكرة زود أحزاني
أه يا بلد لو بإيدي كنت أهدك وابنيكي من تاني
بيقولك تعديل دستوري إحنا عايزين تعديل إنساني
كل إنجازات البلد أنفاق وكباري
بلد بتموت وشعب فى حالة سكوت وكانها لعبة اتاري
من كتر الظلم والضلمة بقول ياريت ايام الملك والانجليز ترجع تاني
أه يا بلد مليت بحبك الدفاتر مع العلم أنك قتلاني
مين اللي قال أن عبارة السلام غرقت
ومين اللي قال أن ممدوح إسماعيل قاتل وجاني
اللي غرقت مصر واللي غرق ما بيطلعش حي تاني
هو يطلع من صالة كبار الزوار وأنا اتحبس في سجن المطار واتعرض على البحث الجنائي
انا اللي من صغري أخترتك سكتي أتريها سكة أحزاني
أنا اللي من صغري أخترتك كلمتي ألاقيكي مقيداني
أه يا بلد نفسي قبل ما أموت الاقي زمانك وزماني
إتغربت أكتر من سبع سنين ورجعت لاقيت الغربة هنا شكل تاني
بلد بتعاني بكل المعاني بكياني وانا أملي أحس بكياني
عشرين سنة مخلص محبوس بين جدران دكاني
نفسي أعيش من غير ما أنافق السلطان والسلطاني
نفسي أعيش من غير ما أنافق ولا حتى أبويا اللي رباني
بكرة نتحاسبو على السكوت وعلى العيشة العمياني
إبني مكملش سنتين نايم جنب مني بيشد في شعري ويحط صبعه في وداني
ويضربني بالقلم ولسان حاله بيقول ليه يابا خلفت تاني
وأنا في سري بأقول يا ريتك يا أحمد يابني ياباني إبن ياباني
مع إن وجودك في الدنيا عمل فيا وخلاني
أحب البلد أكتر وأهد جدران دكاني
شيخ الأزهر بيقول المعارضة حرام
وانا نفسي أعرف أيه الحلال في بلد الميت مليون حرامي

شاعر مصر الأول والأكبر.. أحمد فؤاد نجم

الخميس، نوفمبر 11، 2010

معاني الحب ومرادفاته في اللغة العربية

معاني الحب ومرادفاته في اللغة العربية
( رحم الله صاحب القلب القيم ابن القيم الجوزية)
المحبة
فقيل أصلها الصفاء لأن العرب تقول لصفاء بياض الأسنان ونضارتها حبب الأسنان .. وقيل هي مأخوذة من الحب جمع حبة وهو لباب الشيء وخالصه وأصله..
وقيل بل مأخوذة من حبة القلب وهي سويداؤه ويقال ثمرته فسميت المحبة لذلك لوصولها إلى حبة القلب ..
وكلا الناس في المحبة كثير منه :
فقيل:هي الميل الدائم بالقلب الهائم
وقيل : إيثار المحبوب على جميع المصحوب
وقيل : موافقة الحبيب في المشهد والمغيب
وقيل : حقيقتها أن تهب كلك لمن أحببته ، فلا يبقى منك شيء
وقيل : هي أن يكون المحبوب أقرب إلى المحب من روحه
وقيل : هي ثبات القلب على أحكام الغرام واستلذاذ العذل فيه والملام
ومن عجب أني احن إليهــــــــــم ... وأسأل عنهم من لقيت وهم معي
وتطلبهم عيني وهم في سوادها ...ويشتاقهم قلبي وهم بين أضلعي
يا ثاويا بين الجوانح والحشا ... مني وإن بعدت علي ديـــــاره
عطفا على صب بحبك هائم ... إن لم تصله تصدعت أعشاره
لا يستفيق من الغرام وكلما ... حجبوك عنه تهتكت أســـتاره
العلاقة
وتسمى العلق بوزن الفلق فهي من أسمائها
وقد علقها بالكسر وعلق حبها بقلبه أي هويها علق بها علوقا
الهوى
هو ميل النفس إلى الشيء وفعله هوي يهوى هوى مثل عمي يعمى عمى ،، وأما يهوي بالفتح فهو السقوط ومصدره الهوي،
الصبوة والصبا
والصبا الشوق ويقال: تصابى وصبا يصبو صبوة وصبوا أي مال إلى الجهل وأصبته الجارية وصبي صباء مثل سمع سماعا أي لعب مع الصبيان
وسميت الصبوة بذلك لميل صاحبها إلى المرأة الصبية والجمع صبايا مثل مطية ومطايا ، والتصابي هو تعاطي الصبوة
والفرق بين الصبا والصبوة والتصابي أن التصابي هي تعاطي الصبا وأن تفعل فعل ذي الصبوة ، وأن الصبا فهو نفس الميل ، وأما الصبوة فالمرة من فالمرة من ذلك مثل الغشوة والكبوة .

الصبابة
هي رقة الشوق وحرارته ، يقال: رجل صب عاشق مشتاق ، وقد صببت يا رجل
والصبابة المضاعف من صب يصب والصبا والصبوة من المعتل ،قال الشاعر :
تشكى المحبون الصبابة ليتني ... تحملت ما يلقون بينهم وحدي
الشغف
والشغاف غلاف القلب وهو جلدة دونه كالحجاب ، يقال : شغفه الحب أي بلغ شغافه(( قد شغفها حبا ))
المقـة
فهي فعلة من ومق يمق ،والمقة المحبة ، والهاء عوض من الواو كالعظة والعدة والزنة ن فإن أصلها فعل فحذفوا الفاء فعوضوا منها تاء التأنيث جبرا للكلمة وتعويضا لما سقط منها ، والفعل ومقه يمقه ، أي أحبه فو وامق
الوجـد
فهو الحب الذي يتبعه الحزن ، وأكثر ما يستعمل الوجد في الحزن ، يقال : وجد وجداً ، يقال: وجد مطلوبه يجده وجودا ، فإن تعلق ذلك بالضالة سموه وجدانا ووجد عليه في الغضب موجدةٍ ،
ويطلق على محبة معها فقد يوجب الحزن
الكلف
كلفت بهذا الأمر أي أولعت به فأنا كلف به
فتعلمي أن قد كلفت بكم ... ثم اصنعي ما شئت عن علم
وأصل اللفظة من الكلفة والمشقة ، والكلف أيضا لون بين السواد والحمرة وهي حمرة كدرة تعلو الوجه
التتيم
فهو التعبد ، قيل تيم الله : أي عبد الله ، واصله تيمه الحب إذا عبده وذلله فهو متيم
تامت فؤادك لو يحزنك ما صنعت... إحدى نساء بني ذهل بن شيبانا
العشق
فهو أمرُ هذه الأسماء وأخبثها ، وقل ما ولعت به العرب ، وكأنهم ستروا اسمه وكنوا عنه هذه الأسماء فلم يكادوا يفصحوا عنه ، ولا تكاد تجده في شعرهم القديم ، وإنما أولع به المتأخرون ،
وماذا عسى الواشون أن يتحدثوا ... سوى أن يقولوا إنني لك عاشق
نعم صدق الواشون أنت حبيبــــة ... إلي وإن لم تصف منك الخلائــق
ورجل عشيق مثل فسيق أي كثير العشق والتعشق تكلف العشق وقيل العشق عجب المحب بالمحبوب يكون في عفاف الحب ودعارته ، وقيل العشق الاسم والعشق المصدر وقيل العشق نبت لزج وسمي العشق الذي يكون من الإنسان للصوقه بالقلب
الجوى
الجوى الحرقة وشدة الوجد من عشق أو حزن، تقول منه: جَوِي الرجلُ فهو جوٍ مثل دوٍ ومنه قيل للماء المتغير المنتن: جوٍ. قال الشاعر
ثم كان المزاج ماء سحاب ... لا جوٍ آجن ولا مطروق
الدنف
الدنف لا تكاد تستعمله العرب في الحب، وإنما ولع به المتأخرون وإنما استعملته العرب في المرض . الدَّنَف بالتحريك المرض الملازم، رجل دنف وامرأة دنف وقوم دنف ، يستوي فيه المذكر والمؤنت والتثنية والجمع ، وأدنفه المرض يتعدى ولا يتعدى فهو مُدنِفُ ومُدنَف. كأنهم استعاروا هذا الإسم للحب اللازم تشبيها له به .
الشجو
الشجو هو حب يتبعه هم وحزن . وأيضا الشجو: الهم والحزن. يقال شجاه يشجوه شجوا: إذا أحزنه ، وأشجاه يشجيه إشجاء: إذا أغضبه.
لا تنكروا القتل وقد سبينا ... في حلقكم عظم وقد شجينا
أراد حلوقكم ، والشجى ما ينشب في الحلق من عظم وغيره، ورجل شجٍ أي حزين وامرأة شجية على فعله . فأطلق هذا الاسم على الحب للزومه كالشجى الذي يعلق بالحلق وينشب فيه .
الشوق
هو سفر القلب إلى المحبوب ، وقد سمع هذا الاسم في السنة ، لما علم الله شوق المحبين إلى لقائه ضرب لهم موعدا للقاء تسكن به قلوبهم ، وبعد فهذه اللفظة من أسماء الحب ، الشوق والاشتياق : نزاع النفس إلى الشيء ، يقال: شاقي الشيء يشوقني فهو شائق وأنا مشوق وشوقني فتشوقت: إذا هيج شوقك.
الخلابة والحب والخادع
الخلابة هي الحب الخادع، وهو الحب الذي وصل إلى الخلب وهو الحجاب الذي بين القلب وسود البطن ، وسمي الحب خلابة لأنه يخدع ألباب أربابه ، والخلابة: الخديعة باللسان ، يقال: خلبه يخلبه واختلبه وفي المثل : إذا لم تغلب فاخلب، أي فاخدع
البلابل
البلابل جمع بلبلة ، يقال: بلابل الحب وبلابل الشوق ، وهي وساوسه وهمه . البلبلة والبلبال : الهم ووسواس الصدر.
التباريح
يقال تباريح الحب، وتباريح الشوق ، وتباريح الجوى . وبرح به الحب والشوق : إذا أصابه منه البرح وهو الشدة.
لقيت منه برحا بارحا أي شدة وأذى.
ولقيت منه بنات بَرح وبني بَرح، ولقيت منه البِرَحين والبُرحين، أي الشدائد والدواهي.
السدم
السدم بالتحريك فهو الحب الذي يتبعه ندم وحزن ، ورجل نادم سادم وندمان وسدمان وهو اتباع ، وما له هو ولا سدم إلا ذاك .
الغمرات
الغمرات جمع غمرة ، والغمرة ما يغمر القلب من حب أو سكر أو غفلة.
ومنه الماء الغمر الكثير الذي يغطي من دخل فيه، ومنه غمرات الموت أي شدائده ، وكذلك غمرات الحب ، وهو ما يغطي قلب المحب فيغمره.
الوهل
فهو بتحريك الهاء وأصله الفزع والروع ، يقال : وَهِلَ يُوهَلُ وهو وهل ومُستَوهِل . وترى لجيضتهن عند رحيلنا وَهَلاً كأن بهن جنة أولق
وإنما كان الوهل من أسماء الحب لما فيه من الروع ، ومنه يقال : جمال رائع . فإن قيل ما سبب روعة الجمال ولأي شيء إذا رأى المحب محبوبه فجأة يرتاع لذلك ويصفر.
وأيضا فإن الجمال يأسر القلب فيحس القلب بأنه أسير ولا بد لتلك الصورة التي بدت له ، فيرتاع كما يرتاع الرجل إذا أحس بمن يأسره.
الشجن
الشَّجَن الحاجة حيث كانت، وحاجة المحب أشد شيء إلى محبوبه. والجمع شجون. قال والنفس شتى شجونها ، ويجمع على أشجان. وقد شجنتني الحاجة تشجنني شجنا: إذا حبستك ، ووجه آخر أيضا وهو أن الشجن الحزن والجمع اشجان ، وقد شَجِن فهو شاجن واشجنه غيره وشجنه ، أي أحزنه ، والحب فيه الأمران.
اللاعج
اللاعج اسم فاعل، لعجه الضرب إذا آلمه وأحرق جلده.. لاعجٌ لحرقة الفؤاد من الحب
الإكتئاب
الاكتئاب هو افتعال من الكآبة وهي سوء الحال والانكسار من الحزن ، وقد كئب الرجل يكأب كأبة وكآبة كرأفة ورآفة ،ونشأة ونشاءة فهو كئيب.
والكآبة تتولد من حصول الحب وفوت المحبوب فتحدث بينهما حال سيئة تسمى الكآبة.
الوصب
الوصب هو ألم الحب ومرضه فإن أصل الوصب المرض ، وقد وصب الرجل يوصب فهو واصب، وأوصبه الله فهو موصب ، والـمُوَصَّب بالتشديد الكثير الأوجاع. ووصب الشيء يصب وصوبا إذا دام .
الحـزن
الحزن قد عد من أسماء المحبة . والصواب أنه ليس من أسمائها وإنما هو حالة تحدث للمحب ، وهي ورود المكروه عليه وهو خلاف المسره ، ولما كان الحب لا يخلو من ورود مالا يسر على قلب المحب كان الحزن من لوازمه.
الكمـد
الكمد الحزن المكتوم ، كمد الرجل فهو كمد وكميد ، والكمدة تغير اللون ، وأكمد القصار الثوب إذا لم ينقه.
اللـذع
اصله من لذع النار . يقال: لذعته النار لذعا : أحرقته ، وشبهوا لذع اللسان بلذع النار
الحـرق
الحرقة تكون من الحب تارة ، ومنه قولهم: مالك حرقة على هذا الأمر، وتكون من الغيظ.
السـهد
السهاد: الأرق ، وقد سهد الرجل يسهد سهدا ، والسهد القليل النوم.
الأرق
هو السهر ، وقد أرِقت أي سهرت، وكذلك ائترقت على افتعلت فأنا أرِق ، وأرقني كذا تأريقا، أي سهرني.
اللهـف
لَهِفَ يلف لهفا أي حزن وتحسر ،وكذلك التلهف على الشيء ، يا لهف فلان . كلمة يتحسر بها على ما فات ، واللهفان : المتحسر ، واللهيف: المضطر
الحنيــن
الحنين : الشوق وتوقان النفس ، تقول : حن إليه يحن حنينا فهو حان ، والحنان الرحمة ، تقول : حن عليه يحن حنانا ، وتحنن عليه أي ترحم . حنين الناقة صوتها في نزاعها إلى ولدها ، وحنة الرجل امرأته.
الأستكانة
أصلها الخضوع ، واصلها استفعل من الكون وهذا الاشتقاق والتصريف يطابق اللفظ ن وأما المعنى فالمستكن ساكن خاشع ضد الطائش ولا لا يوافق السكون تصريف اللفظة فإنه إن كان افتعل كان ينبغي أن يقال استكن لأنه ليس في كلامهم افتعال.
التبالـة
التبالة فهي فعالة من تبله إذا أفناه . تبلهم الدهر وأتبلهم إذا افناهم .
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول ... متيم عندها لم يفد مكبول
اللوعـة
لوعة الحب: حرقته وقد لاعه الحب يلوعه والتاع فؤاده أي احترق من الشوق.
الفتـون
فهو مصدر فتنه يفتنه فتونا، والفتنة يقال على ثلاثة معان: الامتحان والاختبار، الافتتان نفسه : هذه فتنة فلان أي افتتانه ، المفتون به نفسه يسمى فتنة. والفتن الإحراق، ورق فتن أي فضة محرقة. وافتتن الرجل وفتن إذا أصابته فتنة ماله أو عقله وفتنته المرأة إذا ولهته.
الجنـون
الجنون من الحب ما يكون جنونا.
قالت جننت بمن تهوى فقلت لها ... العشق أعظم مما بالمجـــانين
العشق لا يستفيق الدهر صاحبه ... وإنما يصرع المجنون في الحين
وأصل المادة من الستر في جميع تصاريفها ، ومنه أجنه الليل وجن عليه إذا ستره ، ومنه الجنين لاستتاره في بطن أمه ، ومنه الجنة لاستتارها بالأشجار ، ومنه الجن لاستتارهم عن العيون بخلاف الإنس فهم يؤنسون أي يرون، والحب المفرط يستر العقل فلا يعقل المحب ما ينفعه ويضره فهو شعبة من الجنون.
اللمـم
هو طرف من الجنون ، ورجل ملموم أي به لمم ، يقال أصابت فلانا من الجن لمة وهو المس والشيء القلبل منه. يقال ان المحبوب قد ألم بقلب المحب أي نزل به ومنه ألمم بنا أي انزل بنا.
الخبـل
أصله الفساد وجمعه خبول ، والخبل بالتحريك الحن ، يقال به خبل أي شيء من أهل الأرض وقد خَبَله وخَبَّله واختبله ، إذا افسد عقله أو عضوه ، ورجل مُخَبَّل وهو نوع من الجنون والفساد.
الرسـيس
الرسيس الشيء الثابت، فرسيس الحب: ثباته ودوامه ، يمكن أن يكون من رس الحمى ورسيسها وهو أول مسها ، فشبهوا رسيس الحب بحرارته وحرقته برسيس الحمى،
وقد وقع اضافة الرسيس إلى الهوى في شعر ذي الرمة :
إذا غير النأي المحبين لم يكد ... رسيس الهوى من حب مية يبرح
الداء المخامر
سمي مخامرا لمخالطته القلب والروح ، يقال خامره . والمخامرة المخالطة ، وخامر الرجل المكان إذا لزمه. وقد يكون أخذ من قولهم : استخمر فلان فلانا إذا استعبده ، وكأن العشق داء مستعبد للعاشق ، فالحب داء مخالط مستعبد.
الــود
الود هو خالص الحب وألطفه وأرقه ، وهو من الحب بمنزلة الرأفة من الرحمة، ودِدْت الرجل أودَُه وُدَّا إذا أحببته. والوِد والوُد والوَد المودة،، والودَّ الوديد بمعنى المودود والجمع أوُدٌّ ، والودود المحب ورجال ودداء ، فالود أصفى الحب وألفه.
الخلـة
أما الخلة فتوحيد المحبة ، فالخليل هو الذي توحد حبه لمحبوبه ، وهي رتبة لا تقبل المشاركة . وقيل انما سميت خلى لتخلل المحبة جميع اجزاء الروح. والخلة : الخليل يستوي فيه المذكر والمؤنث لأنه في الاصل مصدر قولك خليل بين الخلة والخلولة. ويجمع على خلال، والخل الود والصديق ، والخليل : الصديق والأنثى خليلة ، والخِلالة والخَلالة والخُلالة : الصداقة والمودة.
الخلـم
هو مأخوذ من المخالمة وهي المصادقة والمودة ، والخلم الصديق . والأخلام الأصحاب. الغـرام
هو الحب اللازم، يقال رجل مغرم بالحب ، أي قد لزمه الحب وأصل المادة من اللزوم ، ومنه قولهم : رجل مغرم من الغُرم أو الدين ، الغرام الولوع وقد أغرم بالشيء أي اولع به ، والغريم الذي عليه الدين، يقال خذ من غريم السوء ما سنح ، ويكون الغريم أيضا الذي له الدين،، وللطف المحبة عندهم واستعذابهم لها لم يكادوا يطلقون عليها لفظ الغرام وان لهج به المتأخرون.
الهيـام
هام على وجهه يهيم هيما وهيمانا ذهب من العشق او غيره ، وقلب مستهام ، أي هائم والهُيام أشد العطش ، والهُيام كالجنون من العشق ، والهيام داء ياخذ الإبل فتهيم لا ترعى ، والهِيام الإبل العطاش الواحد هيمان ،وناقة هيمى مثل عطشان وعطشى ، وقوم هِيمٌ أي عطاش وقد هاموا هياما .
التدلـية
هي ذهاب العقل من الهوى ، يقال، دلهه الحب أي حيره وأدهشه ، ودله هو يدله ، الدّلوهُ : الناقة لا تكاد تحن إلى إلف ولا ولد ، وقد دلهت عن إلفها وعن ولدها تدله دلوهاز
الولـه
هو ذهاب العقل والتحير من شدة الوجد ، ورجل والهٌ وامرأة والهٌ ووالهةٌ، وقد وله يوله ولها وولهانا وتوله واتله وهو افتعل وادغم.
التعبــد
فهو غاية الحب وغاية الذل ، يقال عبده الحب أي ذلله ، وطريق معبد بالأقدام أي مذلل وكذلك المحب ذلله الحب ووطأه. ولا تصلح هذه المرتبة لأحد غير الله عز وجل ، ولا يغفر الله سبحانه لم أشرك به في عبادة ، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ، فمحبة العبودية هي أشرف أنواع العبادة وهي خالص حق الله على عبادة.

أشهر الأخطاء في الصحافة المصرية

أشهر الأخطاء في الصحافة المصرية
على مر التاريخ
من كتاب) أخطاء صحفية ) للكاتب منذر الأسعد


الأخطاء المطبعية في الصحف أحيانا تكون قاتلة، فهي لا تفسد المعنى وتغيره فقط، ولكنها قد تثير أزمات داخلية او أزمة في العلاقات بين الدول! وعلى الرغم من ثورة التكنولوجيا في
الطباعة والاستعانة بالكومبيوتر في العمل الصحفي، فان
الأخطاء المطبعية ما زالت تشكل خطرا!

إليكم عينة من أشهر الأخطاء على مر التاريخ

مصرع السفاح عبد الناصر في باكستان

عنوان رئيسي بالخط العريض، صحيفة الاخبار المصرية
بتاريخ 1960/4/10،

وهذا الخطأ المطبعي الفادح ادى الى مصادرة الصحيفة في ذلك اليوم، بل ومحاصرتها بقوات الامن.. وترجع خلفية هذا الخطأ الى انشغال الراي العام المصري بقضية السفاح محمود امين سليمان والذي ارتكب جرائم قتل كثيرة، وكان الرئيس عبد الناصر مهتم بهذه القضية. وحدث ان قرر عبد الناصر السفر الى باكستان متمنيا ان يتم القبض على السفاح قبل عودته وحدث ان قتل السفاح في نفس يوم سفر عبد الناصر، فكتبت الاخبار على صفحتها الاولى جملة مصرع السفاح وتحتها كتب بنفس الخط عبد الناصر في باكستان فبدت للقارئ وكانها جملة واحدة


عبد الحكيم عامر في تل ابيب

لم يسلم المشير من الاخطاء المطبعية، فقد نشر خبر مفاده: المشير عامر انتقل بعد المناورة الى تل ابيب.... والتصحيح يقول: المشير عامر انتقل بعد المناورة الى تل قريب.... ولكن اعداد الصحيفة صودرت كلها


ارسل احد الاصدقاء الى محرر صحيفة الاهرام المصرية الصحفي الراحل انطوان الجميل نعي لاحد الاشخاص لنشره في الصحيفة، ووصل النعي متاخرا فكتب هذه الجمل اسفل الورقة:
ان كان له مكان.... وفي صفحة الوفيات نشر نعي يقول:

رحم الله فلان الفلاني، واسكنه فسيح جناته اذا كان له مكان

عمة الشيخ الكبيرة

نشرت صحيفة الاهرام المصرية ايضا مقالا تشيد فيه بالشيخ الخضري- احد مشايخ الازهر الاجلاء- وعنوان المقال كان:

الصحيفة تثني على عمة الشيخ الخضري الكبيرة

.. فيما كان تصحيح المقال يقول: الصحيفة تثني على همة الشيخ الخضري الكبيرة.. ولسوء الحظ كان معروفا ان عمة الشيخ الخضري كبيرة فعلا مما اثار ازمة بين الشيخ والصحيفة

تجريد ثياب القضاة

ومن "قفشات" ونهفات الاهرام ايضا عنوان:
الاهرام تطالب بتجريد ثياب القضاة

.. وفي اليوم التالي وبعد تلقي رسالة عتب ولوم تم تصليح العنوان: الاهرام تطالب بتجديد شباب القضاة.. وتمت معاقبة المسئول عن الخبر

أزمة دولية بسبب الجرار

نشرت احدى الصحف المصرية خبرا في العام 1907 عن زيارة سلطان باشا الأطرش تحت العنوان التالي:

وصل الزعيم الكبير سلطان باشا الأطرش راكبا جراره

.. بينما كان المعنى: وصل الزعيم الكبير سلطان باشا الأطرش راكبا جواده..
وثار السلطان باشا وغادر مصر غاضبا عائدا الى سوريا

أخطاء السادات.. الرئيس المدمن

للرئيس للسادات حكايات مع الأخطاء المطبعية،
ففي زيارة له للبنان اجريت معه مقابلة مطولة لاحدى الصحف وجاء في العنوان:

الرئيس المدمن يتضاءل بالبيض المحلي

.. وكان الخطأ فادحا فقد كان العنوان الصحيح:
الرئيس المؤمن يتفاءل بالبيض المحلي.. وكان السادات يلقب بالرئيس المؤمن وكان يرى ان انتاج البيض الواسع سينعش الاقتصاد المصري


ومن نصيب السادات ايضا خطأ مطبعي وقع في احدى الصحف المصرية، وكان:

اصدر الرئيس العاشق الولهان

.. ووقع الخبر نتيجة خطأ دمج بين عنوان سياسي وعنوان ادبي
فكانت النتيجة من حظ السادات الذي تفهم حدوث الخطأ وسامح مرتكبيه نتيجة عمله كمحرر سابق لصحيفة الجمهورية

الكلاب ينهون إضرابهم

أضرب طلاب الجامعات في الإسكندرية من اجل تحقيق بعض المطالب ولكن صحيفة الإخبار أخطأت في حرف واحد جعل الطلاب كلابا..

خطأ مطبعي تسبب في غضب الطلاب وعودتهم للإضراب مجددا الأمر الذي أثار الحكومة وذلك لأنها توصلت معهم إلى اتفاق لحل الإضراب الأول

الوزيرة تتبول فى كفر الشيخ

الوزيرة المصرية للشؤون الاجتماعية حكمت ابو زيد خرجت الى تفقد احوال الريف وكتبت احدى الصحف عنوانا:

حكمت ابو زيد تتبول في كفر الشيخ.. وثارت ثائرة الوزيرة وطلبت التحقيق ومعاقبة المخطئ، وبكل بساطة كان عنوان الخبر الصحيح: حكمت ابو زيد تتجول في كفر الشيخ

عورة وزير الاوقاف

وكان من نصيب وزير الأوقاف المصري في السبعينات عنوان شائك:
عورة وزير الأوقاف..
وعلى الرغم من ان الكلمة تتناسب مع قاموس مصطلحات المواضيع المندرجة تحت سلطة هذه الوزارة الا ان العنوان الصحيح كان: عودة وزير الأوقاف.. وذلك عندما عاد للبلاد بعد جولة خارجية وأرادت الصحيفة ان تحتفي به ولكن الخطأ دمر الاحتفال

الثلاثاء، نوفمبر 09، 2010

انتشار الاسلام

انتشار الاسلام
د. محمد عمارة

كثيرة هي الدعاوى الغربية التي تزعم أن الإسلام قد أنتشر بالسيف!.. على أن حقائق التاريخ ـ وهي صلبة عنيدة ـ وشهادات العلماء غير المسلمين من الشرقيين والغربيين تدحض هذه الدعاوى والافتراءات..

فضحايا كل حروب الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في عشرين غزوة على امتداد تسع سنوات ـ هم على سبيل الحصر 386ـ 203 من المشركين و183 من المسلمين ـ !.. على حين أحصى "فولتير" (1694 ـ 1778م) ضحايا الحروب الدينية بين الكاثوليك والبروتستانت في أوروبا يقال بأنهم عشرة ملايين ـ أي 40% من شعوب وسط أوروبا!ـ..

وجميع معارك الفتوحات الإسلامية كانت ضد جيوش الاستعمار الروماني والفارسي ـ تلك التي استعمرت الشرق وقهرته ـ دينيًا.. وثقافيًا.. ولغويًا.. وسياسيًا.. وحضاريًا ـ عشرة قرون!.. ولم تدر معركة واحدة بين الجيوش الإسلامية وبين أهل البلاد الشرقية.. على حين بلغ ضحايا الحربين الاستعماريتين الغربيتين ـ الأولى والثانية ـ في القرن العشرين ـ وحدهما ـ نحو ستين مليونًا!..

وعندما حررت الفتوحات الإسلامية الأرض، حررت معها ضمائر الشعوب وعقائدهم.. فبعد الاضطهاد الديني الذي مارسه الرومان ضد النصرانية الشرقية ـ والذي تضرب به الأمثال وتؤرخ به الكنائس الشرقية لعصر الشهداء حتى الآن ـ ترك الإسلام الناس أحرارًا وما يدينون.. ويكفي أن نعلم أن نسبة المسلمين في الدولة الإسلامية بعد الفتح الإسلامي بمائة سنة لم تتعد 20% من السكان!.. وفي الدولة العثمانية ـ دولة الخلافة الإسلامية ـ كانت نسبة السكان غير المسلمين 49.8% من جملة السكان!..

وإذا كانت هذه مجرد "عينة" من وقائع التاريخ ـ الصلبة العنيدة ـ فإن شهادات العلماء غير المسلمين على الانتشار السلمي للإسلام تملأ المجلدات.. ومنها:

قول المستشرق الإنجليزي "جورج جميل" (1697 ـ 1736م) ـ وهو الذي ترجم القرآن إلى الإنجليزية ـ : "لقد صادفت شريعة محمد ترحيبًا لا مثيل له في العالم.. وإن الذين يتخيلون أنها انتشرت بحد السيف إنما ينخدعون انخداعًا عظيمًا"!..

وقول العلامة الانجليزي "سير. توماس ارنولد (1864 – 1920) ـ وهو أعظم من أرخ لانتشار الإسلام في كتابه (الدعوة إلى الإسلام) ـ : "إن الفكرة التي شاعت بأن السيف كان العامل في تحويل الناس إلى الإسلام بعيدة عن التصديق.. إن نظرية العقيدة الإسلامية تلتزم التسامح وحرية الحياة الدينية لجميع أتباع الديانات الأخرى.. ولقد قيل إن "جستنيان" (483 ـ 565م) ـ الإمبراطور الروماني ـ أمر بقتل مائتي ألف من القبط في مدينة الإسكندرية، وإن اضطهادات خلفائه قد حملت كثيرين إلى الالتجاء إلى الصحراء.

وقد جلب الفتح الإسلامي إلى هؤلاء القبط حياة تقوم على الحرية الدينية التي لم ينعموا بها من قبل ذلك بقرن من الزمان.. وليس هناك شاهد من الشواهد على أن ارتدادهم عن دينهم القديم ودخولهم في الإسلام على نطاق واسع كان راجعًا إلى اضطهاد أو ضغط يقوم على عدم التسامح من جانب حكامهم الحديثين.. بل لقد تحول كثير من هؤلاء القبط إلى الإسلام قبل أن يتم الفتح، حين كانت الإسكندرية ـ حاضرة مصر يومئذ ـ لا تزال تقاوم الفاتحين، وسار كثير من القبط على نهج إخوانهم بعد ذلك بسنين قليلة..."..

تلك "عينة" من شهادات العلماء ـ غير المسلمين ـ تنضم إلى "عينة" الحقائق والوقائع التاريخية، لتقول للمغرضين ـ الذين يهرفون بما لا يعرفون ـ ويدعون أن الإسلام قد انتشر بالسيف! إن هذه الدعاوى لا علاقة لها بالحقيقة ولا بالموضوعية ولا بالإنصاف!

جامع القرآن


د. محمد عمارة | 08-11-2010 23:52
كما شهد المستشرق الانجليزي "مونتجمرى وات" ( 1909-2006م) ـ الذي أمضى في دراسة القرآن والإسلام أكثر من ثلث قرن ـ وهو قسيس انجليكانى وابن قسيس! ـ.. كما شهد "بأن القرآن كان يسجل فور نزوله".. فلقد شهد أيضاً على صدق الجمع للقرآن في عهد الوحي والتنزيل وبإشراف الرسول عليه الصلاة والسلام. شهد على المجمع الإلهي للقرآن بعد شهادته على تدوينه وتوثيقه فور النزول والتنزيل.

ولقد جاءت شهادته هذه تعليقاً على الآية القرآنية التي تقطع بأن الجامع الأول للقرآن الكريم هو الله سبحانه وتعالى {إن علينا جمعه وقرآنه فإذا قرآنه فاتبع قرآنه ثم أن علينا بيانه} (القيامة 16-19).. فقال: "إن التفسير الطبيعي لهذه الآيات، هو أن محمداً ما دام يتبع تلاوة جبريل فإن الله متكفل بجمع الآيات المتفرقة أو التي أوحى بها في أوقات مختلفة لجعلها في سياق واحد. وإذا لم يكن محمد هو الذي رتب القرآن بناء على وحي نزل عليه، فمن الصعب أن نتصور أي مسلم آخر يقوم بهذا العمل".

وهذه الحقيقة التي ذكرها المصدر المعجز - القرآن الكريم- حقيقة أن جامع القرآن هو الله سبحانه وتعالى وأن هذا الجمع المقتفى للترتيب قد تم على يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمراجعاته للقرآن مع جبريل عليه السلام.. هذه الحقيقة الإلهية والقرآنية التي شهد بها وأعلنها مونتجمري وات - والتي يغفل عنها الذين ينسبون جمع القرآن إلى بشر- قد سبق وأفاضت في الحديث عنها مصادر علوم القرآن.. فلقد ذكر السيوطي ( 849-911هـ - 1445ـ 1505م) في كتابه "الإتقان في علوم القرآن" أن القرآن قد جمع أولاً جمعاً إلهياً على يد الرسول - صلى الله عليه وسلم - ثم جُمعت صحائفه المتفرقة لتكون المصحف، كما جمع "ملازم" الكتاب لتكون مجموعة على عهد أبي بكر الصديق.. ثم كان الطور الثالث لجمع القرآن عندما جمع عثمان بن عفان الأمة على حرف واحد -هو لهجة قريش- بعد زوال الضرورة التي رخصت للقبائل المختلفة قراءة بعض الأحرف حسب لهجاتها، فبعد توحد القبائل في "أمة" زالت ضرورة هذه الرخصة فجمع عثمان الأمة - في قراءة القرآن- على حرف واحد، ودون هذه القراءة -التي نزل بها القرآن - في "المصحف الإمام".. وأحرق المصاحف التي كانت مدونة باللهجات التي زالت ضرورة القراءة بها لتصبح قراءة المصحف الإمام مصحف عثمان هي قراءة القرآن عند النزول والتنزيل.

نعم.. أورد السيوطي في "الإتقان" الآثار التي تتحدث عن أن القرآن قد "جُمع ثلاث مرات":ـ

إحداها: بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم عندما تم جمعه وتأليفه في "الرقاع".. أي تأليف ما نزل من الآيات المتفرقة في سورها، وجمعهما فيها بإشارة النبي صلى الله علية وسلم.

والثانية: بحضرة أبي بكر الصديق.. عندما جُمعت الصحائف لتكون "المصحف" فكانت هذه الصحف المجموعة عند أبي بكر حتى توفاه الله, ثم عند عمر حياته, ثم عند حفصة بنت عمر وهي أم المؤمنين.

وفى هذا الجمع للصحائف -كي تؤلف المصحف- والذي أنجزته هيئة قادها زيد بن ثابت كانوا يشترطون قيام شاهدين على قبول النص: أولهما أن يكون قد كتب بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم- وثانيها أن يكون محفوظاً لدى القراء -الذين كانوا علماء الأمة في ذلك التاريخ - وبعبارة المأثور: "كان لا يقبل من أحد شيئاً حتى يشهد شهيدان: الحفظ والكتابة، هكذا قال ابن حجر (373-853هـ -1372ـ1449م)، وبعبارة السخاوي (831-902هـ-1427-1497م): "المراد أنهما يشهدان على أن ذلك المكتوب كُتب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. هكذا وصل إلينا القرآن الكريم: تدوين الآيات فور نزولها.. وترتيبها في سورها وجمعه - مرتبًا- بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم.. ثم جمع صحائفه لتكون "المصحف" على عهد أبي بكر الصديق، بتدقيق يشهد عليه شاهدان: الكتابة أمام النبي.. والحفظ في صدور القراء.

الاثنين، نوفمبر 08، 2010

نطالب بوضع حد أقصى للأجور !!!!!



طبقة مترفة فاحشة الثراء تتركز فى يدها معظم ثروات مصر!!.. إنهم أصحاب الدخول الخيالية الإستفزازية التى تصل الى آلاف أو ملايين الدولارات شهرياً ... طبقة تعيش حياة ، دونِها القصص الأُسطورية.... وتحظى بنصيب الأسود من ثروات البلاد ... الدخل الذى يحصل عليه شخص واحد من هؤلاء يكفى لتشغيل العشرات أو المئات وربما الالاف....ما يملكه أحدهمِ من الشقق والفيلات والقصور الفاخرة ، يكفى لإسكان عدة أسر بلا مأوى ، وما يلقى به فى القمامة من بقايا طعامه يكفى لإطعام عشرات من الذين يتضورون جوعاً !!!! شخص واحد لو تم فكه لأمكن انتشال مئات أو آلاف القابعين تحت وطأة الفقر المدقع وغير المدقع!!!

ما معنى أن يصل مرتب البعض الى ما يزيد عن الخمسين أو المائة الف جنيهاً شهرياً !!! أو أن يتجاوز أجر البعض الاف الجنيهات فى ساعة أو ساعتين !! .... وللمثال لا الحصر، ما هذا السيل من البذخ المستفز والمكافأت التى تصرف ، لا أقول على أصحاب المراكز الرفيعة ، بل على مساعديهم والسكرتارية الخاصة بهم ؟؟!!!! وما هذه الملايين التى توزع على لاعبى كرة القدم !! هل يعقل أن ما يتقاضاه لاعب واحد حوالى سبعة أو إحدى عشرة مليوناً فى الموسم الواحد !! أى خلال بضعة شهور!!!! فى مقابل مشاركته فى مجرد لعبة ؟؟!!!... وما هذه الملايين التى تنهال على الممثلين والممثلات والراقصين والراقصات .... فى مقابل إنتاج مسلسلات وأفلام تكرس جُل اهتمامها بقصص الحب والغرام ومتابعة سِيَر فاطمة رشدى وليلى مراد وابو ضحكة جنان وغيرهم !!!!!.. أموال طائلة تهدر وتصرف فى غير موضعها !!!.. والمثير للدهشة أن تحظى هذه الاقلية المترفة بكل الإهتمام من رأس الدولة شخصياً بتخصيص الوقت والتفرغ لمقابلتهم والإنصات الى مشاكلهم والعمل على حلها بأقصى سرعة !! إضافة الى توفير فرص علاجهم بالخارج على نفقة الدولة !!!! وهذا ما لا يتوفر لعامة الشعب المطحون بين رحى الفقر !!!!!

لقد بلغت معدلات الفقر فى مصر - وفقاً لتقرير التنمية البشرية 2009 - الى 41% من إجمالى السكان ، وكانت هذه النسبة 37% فى تقرير 2008 ، أى إن الفجوة الهائلة بين الطبقة الغنية والطبقات الفقيرة آخذة فى الإتساع!!..فيزداد الاغنياء ترفاً وغنىً ، ويزداد الفقراء فقراً وبؤساً!!!!..

وقد جاء بتقرير الأمم المتحدة عن التنمية البشرية لعام 2007 ما يشير الى:

- تضخم ثروات الطبقة الغنية في مصر ، حيث يمتلك 20% من الاغنياء 80% من الدخل القومى!!!!!! ، ويمتلك ال 80% الباقين من مجموع الشعب المصرى 20% فقط من الثروات !!!!!!

- 1% فقط من هؤلاء الأغنياء أى0.2% من السكان يمتلكون 40% من الثروة فى مصر.

- يشترك الـ 99% الباقون من الاغنياء أى 19.8% من السكان في ملكية 40% من الثروة فى مصر.

بينما نجد أن حال الغالبية العظمى من الطبقات الفقيرة :

- يقطن الكثير منهم فى العشوائيات ، أو المناطق الشعبية ، حيث المعاناة من سوء الخدمات الصحية والتعليمية والسكانية والمرافق وغيرها...مما ينعكس على التفكك الأسرى وارتفاع معدلات الطلاق ، وانتشار ظاهرة أطفال الشوارع...والادمان ....الخ.

- تتفشى بينهم الأمراض الخطيرة ، فهناك ما بين 250 ألف الى 300 ألف مريض سنويا يتعرضون للأصابة بفيروس الإلتهاب الكبدي C .... حوالى 8 مليون مصابون بالفشل الكلوى ... متوسط عدد المصابين بالسرطان في مصر سنويا مائتي ألف شخص ، إضافة الى أمراض سوء التغذية.... وتقول منظمة الصحة العالمية ان نصف مليون مصري سنوياً يموتون بأمراض القلب ...

- يعانون من الغلاء وارتفاع الأسعار ، مع تدنى الدخول ، والإنخفاض المتواصل لقيمة الجنيه.

- مع استمرارية وتزايد العجز المالى الحكومى يكون الملاذ السهل دائماً هو الضغط على الغالبية العظمى من الطبقات التى أنهكها الفقر بابتكار وإقرار نوعيات جديدة من الضرائب والأعباء التى ترهق كاهلهم ، ولا يتأثر بها أصحاب الملايين والمليارات!!.. فتزداد الصورة قتامة على قتامتها !! ..

الخلاصة أن هيكل الاجور فى مصر يعانى من إختلالات بالغة الخطورة ، وأن الظلم والفساد يضربان بقوة بنيان هذا البلد ويهويان به الى إنهيار مروع.... والمشكلة فى حقيقتها ليست الفقر على الاطلاق... وإنما هى قسمة بالغة القسوة والظلم فى توزيع الموارد .. المشكلة إفتقاد العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص بين أبناء البيت الكبير !!!! وحسناً أنهم تداركوا أخيرا الخطأ فى تسمية برنامج "البيت بيتك" ؛ إذ أنه ليس بيتنا بل بيتهم ..!! فغيروا إسم البرنامج الى "مصر النهاردة" وهو إسم مناسب !!!.. فهذه هى مصر النهارده ..!!

إن الذين يشغلون بالهم من أجل رفع الحد الأدنى للأجور ليصل الى 400 أو 500 جنيه أو حتى 1000 جنيه !!.. يدركون أكثر من غيرهم إن هذا الإجراء لا يسمن ولا يغنى من جوع !!.. وأنه ليس السبيل لإحداث التوازن المجتمعى المطلوب بين طبقات المجتمع ... فسرعان ما ترتفع الأسعار لتلتهم أضعاف هذه الزيادة الضئيلة قبل أن تُصرف!!!..خاصة فى ظل عدم وجود توازن بين الزيادة فى الدخول والزيادة فى الاسعار، ولو افترضنا - مجرد فرض- أن رفع الحد الأدنى للأُجور سيحل المشكلة ، فإنه لن يحلها إلا جزئياً وظاهرياً لفئة من العاملين فى جهات معينة فقط ، وربما ليس لكل من يعمل !!.. فكيف يتم تعيين موظف جديد براتب الحد الادنى الجديد ، وزميله يعمل منذ عدة سنوات براتب أقل من 400 جنيه؟؟!!! وكيف يكون الحال بالنسبة للملايين الذين يواجهون البطالة والعمال الموسميين وغيرهم ؟؟!!..

السؤال الأخطر والأهم : من أين يتم تمويل زيادة الحد الأدنى للأُجور ؟؟؟!!! وقد أشهرت الحكومة إفلاسها المادى والمعنوى منذ زمن ؟؟!!...هل يتم التمويل من خلال فرض ضرائب جديدة ؟؟ أم على حساب ميزانية الدعم الذى أوشك على الإلغاء ؟؟؟!!...أم ماذا ؟؟!! إنكم تضحكون علينا يا سادة !!!! ما تقدمونه باليمين تأخذونه أضعافاً بالشمال!!!..

وتأسيساً على ما سبق ، إن أُريد القيام بدور حقيقى لإقامة العدالة الاجتماعية ، فالحل فى معظمه يتمثل فى وضع حد أقصى للدخول الإستفزازية .... عندها يمكن توفير فائض التمويل اللازم لإعادة التوازن المجتمعى وتحقيق العدالة الإجتماعية المفتقدة بين طرفى متصل الغنى الفاحش والفقر المدقع ... والذى يمثل أحد طرفيه القلة المترفة التى تمثل خمس السكان وتلهو وتهدر وتعبث بأكثر من ثلثى الدخل القومى ... وعلى أقصى الطرف الأخر الأغلبية الفقيرة المقهورة المغلوبة على أمرها التى تمنى نفسها بامتلاك إحتياجات البقاء....

.....................

وعذراَ لتقليب المواجع التى لم تكن أصلاً فى حاجة الى تقليب!!!!

الردٌ على أكاذيب جريدة ( الفجر؟)!!


محمود حسان | 08-11-2010 00:19

حرية الرأى واحدة من أهم القضايا التى ميزت مصر عن كثير من دول المنطقة خلال العقدين الأخيرين إذ شهدت مصر إنفتاحا إعلاميا وارتفاعا ملموسا لسقف الحريات فى الممارسات الصحفية والإعلامية بشكل واضح لا جدال فيه مقارنة بالعصور السابقة التى صودرت فيها الأقلام وسجن أصحابها وغلقت الأبواب فى وجه كل قاصد لمنابر حرية الرأى والفكر والممارسة الإعلامية والصحفية .

وللأسف الشديد نعانى الآن من نوع جديد من التضييق والنيل من تلك الحريات الممنوحة للجميع والتى تكفل حرية الرأى وهو ما يستوجب بالضرورة أن تكون تلك الحرية مسئولة ومحل إعتبار وتقدير من ممارسيها لا أن تطلق لها العنان فتصيب من تصيب دون مراعاة لحريات الآخرين التى هى حق مكتسب مثلما حرية التعبير حق مكتسب لممارسيه ، ومن أبجديات الحريات ألا يطغى بعضها على بعض فيفسده أو ينال منه فأنت حر ما لم تضر ، وحريتك تنتهى عند بداية حريات الآخرين وذاك أمر منطقى .

وفى إطار من ذلك السياج أوجه عتابا رقيقا لرفاق فى درب التمتع بالحريات الإعلامية والممارسة الصحفية هما الصحفيان الكبيران الأستاذ عادل حمودة – رئيس تحرير جريدة الفجر – ومحمد الباز – مدير تحرير جريدة الفجر – إذ تناولت الصحيفة على صفحاتها فى أعداد مختلفة ما ينال من سمعة عائلتى وعلى رأسها شقيقى الأكبر فضيلة الداعية الإسلامى الشيخ محمد حسان وما أثار حفيظتنا أن ما كتب عار تماما من الصحة بل هو تضليل متعمد وكذب مفضوح الهدف منه النيل من الشيخ كرمز .

فبزعم توثيق المعلومة الموهومة بأن الشيخ يمتلك قصوراً قمتم بتصوير العمارة التى يسكنها الشيخ ثم صورتم العمارات المجاورة له وكتبتم فى كذب فاضح ¬( مجمع عائلة حسان )

فهل هذه هى أمانة الكلمة ؟!! وهل هذه هى الصحافة الحرة النزيهة ؟!!

ثم زعمتم فى كذب فاضح أن الشيخ يمتلك 200 فدانا وأنا أؤكد لكم أن الشيخ لا يمتلك فداناً واحداً على وجه الأرض ( وأضحك معى فالشيخ لا يمتلك إلا 18 قيراطا فى قريتنا دموة ) ,,,

وأطالب الكاتب الكبير المحترم عادل حمودة والصحفى المحترم محمد الباز أن يعلنوا للرأى العام ما لديهم من مستندات تثبت صدق ما قالوا وأعقب على ذلك بأنى حين يثبت امتلاكنا لشيئ مما قالوه سوف نتبرع به كاملا للأعمال الخيرية للفقراء والمساكين ولصالح مرضى السـرطـان فوراً ونرجوا الله ألا يحرمنا أجر النية .



ولما كان كل ما ذكر ينافى الحقيقة بل أقول إنه إفتراء ولا حول ولا قوة الا بالله أذكر الأخوة فى جريدة الفجر بحقنا فى الحرية الشخصية وعدم إدعاء أحد علينا بالباطل دون دليل يصدق ما يقال للعامة من أمور لا تمت للحقيقة بصلة بل هى محض افتراءات و اقتبس لهم ما أذكرهم به من أقوال رائدهم ما يناقض أفعالهم تلك من مقالات سابقة للكاتب الكبير عادل حمودة أذكر منها ما كتبه فى مقاله الذى نشره مؤخرا تحت عنوان ( إعتراف بالخطأ .. وإعتذار عنه ) والتى أكد فيها على أهمية التحرى فى كتابة الخبر وعن افتقار الصحافة المصرية للصحفى المدقق الذى يفرز الحقائق ويفرق بين الخبر الخبيث والخبر الطيب وبين الخبر السليم والخبر المريض وكيفية المساهمة فى تحويل شائعات الى اخبار أو ملاحظة الى حقيقة وهو ما لا يعفى الصحيفة – بحسب قول الأستاذ عادل حمودة – من الخطأ الذى وقعت فيه الصحيفة مهما كانت سلامة دوافعه .أرجو من الأستاذ إعادة قراءة هذه الكلمات وأود فقط أن أذكره بأنها كلمات ((عادل حمودة )).

وتبقى لى كلمة أوجهها لهم وهى حديث النبى صلي الله عليه وسلم ( من قال فى مؤمن ماليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال وليس بخارج قيل وماردغة الخبال قال عصارة أهل النار) فالكلمة لا تستمتد قوتها وجمالها من علو صوت صاحبها أو قدرته على الكتابة أو الخطابة بل تستمد قوتها من صدق صاحبها .

وفى النهاية أقول : وتبقى بينا ساحة القضاء ولن نتازل أبداً عن حقنا ولو طالت السنين وبعد كل ذلك فحسابنا بين يدى من تجتمع عنده الخصوم وحسبنا الله ونعم الوكيل.

* مدير عام قناة الرحمة الفضائية

عودة جزيرة العرب مروجا وأنها را


روى الإمام مسلم في صحيحه بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله
لن تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مرو  جا وأنها  را". » : عليه وسلم
الحالة الراهنة لشبه الجزيرة العربية:
وأرض العرب المقصودة في كلام النبي صلى الله عليه وسلم هي شبه الجزيرة العربية ، التي تقع ضمن
٣٠ شمالي خط الاستواء وجنوبه. ، حزام الصحراء الممتد بين خطي عرض ١٥
والرطوبة النادرة والجفاف الشديد هما أبرز السمات المميزة للمناطق الصحراوية بصفة عامة ، فقد تشهد بعض
الجهات الداخلية وخاصة الربع الخالي في شبه الجزيرة العربية سنوات بطولها دون أن تتلقى قطرة مطر واحدة
ص ١٢،١٣ .)، وهذا بدوره يكون له أثر على « جغرافية الصحارى العربية » (دكتور صلاح الدين بحيري
الغطاء النباتي والزراعي ، حيث ينتشر اللون الأصفر لون الرمال القاسية الملتهبة ولا يستثنى من ذلك إلا
بعض المناطق الساحلية التي تسقط عليها بعض الأمطار، والواحات المتناثرة بالقرب من الآبار والعيون.
وقد وصف المولى عز وجل بعض أرض العرب وصحرائه ا، حين قال في كتابه الكريم على لسان سيدنا
إبراهيم عليه السلام : {ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم } (إبراهيم: ٣٧ ) وهو
وصف يدل على حالة الجدب والقفر والجفاف الذي تعيشه شبه الجزيرة العربية منذ عهد إبراهيم الخليل -عليه
السلام.
فإذا كانت هذه هي السمات العامة لمعظم أراضي شبه الجزيرة العربية ، فكيف يقول النبي صلى الله عليه
وسلم إنها ستصبح أرض مراع وأنهار في آخر الزمان؟ ! لاشك أن معنى الحديث غريب وعجيب ، يصعب
على العقل فهمه أو تفسيره.
والمعنى الظاهر للحديث : أن صحراء شبه الجزيرة العربية ستغطيها المروج أي المراعي والأنهار ، في
يدل على أنها كانت كذلك في وقت سابق ، وأنها ستعود إلى « حتى تعود » : آخر الزمان قبل قيام الساعة ، وقوله
هذه الخريطة مستوحاة من
الخريطة التي وضعها الفلكي
وعالم الرياضيات اليوناني
بطليموس للجزيرة العربية في
القرن الثاني قبل الميلاد (المصدر:
( مجلة الثقافة العالمية العدد ٦٥
صفحة ١ من ١١ عودة جزيرة العرب مرو  جا وأنها  را
حالتها الأولى، وأن طبيعتها الصحراوية الجافة هي حالة طارئة عليها..
فالحديث في الواقع يتضمن حقيقة ونبوءة وإعجازا خبريا وآخر علميًا.
فالحقيقة : أن شبه الجزيرة العربية كانت في الماضي أرضا ذات مراع وأنهار ، ثم طرأت عليها الحالة
الصحراوية الراهنة..
والمعجزة الإخبارية : أن الأنهار والمسطحات الخضراء ستعود ثانية إلى شبه الجزيرة العربية في آخر الزمان
قبل قيام الساعة..
وقد استغرق هذا الحديث أربعة عشر قرنا من الزمان لكي يفهم على هذا الوجه الصحيح ، حدث ذلك بعد التقدم
الهائل في علوم الجيولوجيا والتاريخ المناخي والفلك وغيره ا، وبعد العديد من أعمال الحفر والتنقيب بصحراء
شبه الجزيرة العربية ، والتي تثبت لغير المسلمين بما لا يدع مجالا للشك صدق النبي صلى الله عليه
وسلم والإعجاز العلمي في هذا الحديث ، وسنعرض لهذه الحقيقة العلمية التاريخية والأبحاث والاكتشا فات
التي تؤكده ا، كما سنعرض الدلالات العلمية التي تقيم الحجة والبينة بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم على
 من علم هذا وعرفه.
الحقيقة العلمية: شبه الجزيرة العربية في الماضي "أرض ذات مراع وأنهار"
تؤكد المكتشفات العلمية الحديثة ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث المعجز ، من أن شبه
الجزيرة العربية لم تكن صحراء بالمعنى المتعارف عليه حالي ا، بل كانت أرضا خضراء تتدفق فيها الأنهار ،
وتترقرق في بعض نواحيها البحيرات الواسعة ، وتنهض في ما أصبح بادية بعد ذلك مدن على حظ كبير من
التقدم الزراعي والحرفي.
شبه الجزيرة العربية في الماضي
الحقبة البليستوسينية كما يقول علماء الجيولوجي ا » كان ذلك في مرحلة متقدمة من حقبة جيولوجية ُتعرف باسم
( يقسم العلماء التاريخ الجيولوجي للأرض إلى أزمنة ، وفقا للخصائص العامة للحياة في كل زمن ، وينقسم كل
زمن إلى عصور تبعا لأنواع وأشكال الحياة التي وجدت فيه ، والتي تعرف من الحفريات التي ترسبت في
والتي بدأت قبل أكثر من مليون سنة ، وانتهت منذ «pleistocenc» ( طبقات الصخور التابعة لذلك العصر
عشرة آلاف سنة خلت ، وخلال هذه الحقبة من الزمن ساد الأرض مناخ بارد وغطت الكتل والمسطحات
الجليدية الضخمة الأجزاء الشمالية من أوروبا وأمريكا الشمالية حتى وصل الجليد إلى شمال فرنسا فيما
إلا أن الجليد كان يذوب خلال الفترات الأدفأ والتي عرفت باسم «Glacials» أطلق عليه العصور الجليدية
فتحسن الأحوال المناخية تسحنا كبير ا(نورمان ويلن ودافيد بيز «Interglacials الفترات بين الجليدية »
Aramco World,) مجلة الثقافة العالمية، عدد ٥٩ نقلا عن مجلة « أوائل البشر في شبه الجزيرة العربية »
.(.(August 1992
وكان انتشار المسطحات الجليدية في الأجزاء الشمالية أثناء العصور الجليدية يؤثر في مناخ الأرض
فيؤدي إلى زحزحة نطاق المطر إلى الجنوب ، فتدخل شبه الجزيرة العربية والصحراء الكبرى بشمال إفريقيا
في نطاق الرياح الغربية الممطر ة، والتي تهب الآن على غرب أوروبا فيؤدي ذلك إلى أزدهار ت لك
:« الجغرافيا التاريخية الطبيعية » الصحراوات وامتلائها بالأنهار والوديان الخصبة (دكتور إبراهيم أحمد رزقانة
ص ١٤٦ بتصرف)
صفحة ٢ من ١١ عودة جزيرة العرب مرو  جا وأنها  را
وفي فترات الدفء بين العصور الجليدية تتحرك ُن ُ طقْ الأمطار إلى الشمال فتصبح شبه الجزيرة العربية وشمال
إفريقيا ضمن نطاق الرياح التجارية ويسودها مناخ مشابه لمناخها اليوم (تحتل الصحارى العربية الجزء الأكبر
وهو نظام يتسم بالجفاف Trade Wind Deserts « صحارى الرياح التجارية » من نظام كوكبي يعرف ب
الدائم.. فالقطاع الفعال من التوبوسفير ، مابين ٢ ٦ كيلومترات فوق سطح البحر وهو القطاع الفعال فيما
يتعلق بنشأة الاضطرابات الجوية يشغله حزام متصل من الضغط المرتفع الدائم على مدار السنة ، فوق أرض
الصحراء والمسطحات المائية على السواء ، وكما هو معروف ، تقترن حالات الجفاف بصفة عامة بظروف
الضغط المرتفع .. وعلى هذا فالصحراء الكبرى والصحراء العربية بوقوعها ضمن نطاق التجاريات تصنف
جغرافية » كصحارى مناخية ، أي كنتيجة مباشرة لميكانيكا الدورة الكوكبية العامة حول الأرض . بتصرف من
.(١٤٧،١٤٩ « الصحارى العربية
واستنادا إلى أبحاث الجيولوجي الأمريكي هال ماكلور في رسالة دكتوراة عن الربع الخالي فإن البحيرات
كانت تغطي هذه المنطقة الصحراوية خلال العصور المطيرة (العصور الجليدية ) وأنها ظهرت مرتين ، الأولى
:( قبل ٣٧٠٠٠ إلى ١٧٠٠٠ سنة، والثانية بين ١٠٠٠٠ إلى ٥٠٠٠ سنة خلت (مجلة آفاق علمية ، عدد ( ٤٢
.( ص ١٥
البعثات الجيولوجية:
هذه الصورة الزاهية لشبه الجزيرة العربية ، بأنهارها الرقراقة ، وأشجارها الوارفة ، والتي كانت شائعة في
الأدبيات التراثية (نبه التراث الأدبي واللغوي العربي إلى ما شهدته شبه الجزيرة العربية من تغيرات مناخية ..
فإذا تتبعت أسماء الحيوان عند العرب هالتك تلك الأسماء العديدة لحيوان واحد كالأسد مثلا ، وهذا يؤكد أن تلك
الأسماء قد تعددت بحكم تكاثر ذلك الحيوان وتواجده بينهم في الأزمنة الغابرة.. وكذلك الأنهار وتعدد أسمائها..
إنه لا يخفى على أهل المعارف بأن بلاد نجد كانت من أخصب بلاد العرب ، » : وجاء في تغريبة بني هلال
كثيرة المياه والغدران والسهول والوديان ، حتى كان يذكرها شعراء الزمان بالأشعار الحسان ، وتفضلها على
غيرها نظرا لحسن هوائه ا، وكانت منازل بني هلال من سالف الأجيال وما زالت على رونقها الأول ،
حتى تغير قطره ا، واضمحل عنها الحشيش والنبات ، وعمت المجاعة جميع الجهات ، ولم يعد فيها شيء من
تطور مناخ السعودية وأثره على هجرات البشرية ) مجلة ) «... المأكولات حتى صارت أهاليها تأكل الحيوانات
الخفجي، عدد سبتمبر ١٩٨٠ ، ص ٢٥ )، أصبحت حقيقة علمية الآن بفضل البعثات الجيولوجية الباحثة عن
بصمات تلك الأزمنة الغابرة في قلب رمالها.
ومن أكبر هذه البعثات بعثة جيولوجية بقيادة بيتروايبرو من المتحف البريطاني ، والتي توجهت إلى دولة
الإمارات في أوائل عام ١٩٨٩ ، واكتشفت بقايا للحياة الحيوانية تعود إلى أواخر عصر الميوسين ، أي إلى
حوالي ٧ ملايين سنة.
والحيوانات التي عثر بيتروايبرو وزملاؤه على بقاياها حيوانات من رتبة البهيميات (وهي خرطوميات ثديية
تعتبر من الأقارب البعيدة للفيلة المعاصر ة) وأفراس النهر ، وآكلات اللحوم الصغير ة، والجياد، ووحيدي القرن ،
صفحة ٣ من ١١ عودة جزيرة العرب مرو  جا وأنها  را
والسلاحف والتماسيح والأسماك والطيور ، وقرود تشبه الماكاك .. وواضح أن كل هذه الحيوانات من أصول
حبشية.. ففي حقبة الميوسين كان البحر الأحمر مفتوحا على البحر المتوسط ، ولكنه كان مغلقا من جنوبه بجسر
بري قائم بين الحبشة واليمن ، وفي الشرق كانت شبكة نهري دجلة والفرات تمتد إلى الجنوب أكثر مما هي
عليه اليوم ، وتشير أنواع الحيوانات التي عثر عليها إلى أنها قد ازدهرت في دلتا هذه الشبكة (مجلة آفاق علمية ،
١٩٨٩ م ). /٤/ عدد ٢٧ «Nature نيتشر » عدد (المرجع السابق، ص: ٦٣ )، ص ١٤ نقلا عن مجلة
التصوير الفضائي:
ومع التقدم الهائل في علوم الفضاء والاستشعار عن بعد ، دخلت هي الأخرى حلبة السباق في البحث والكشف
عن الكنوز المدفونة في باطن الأرض، مثل الآثار والمياه الجوفية والمعادن وغيرها.
وتستطيع تكنولوجيا التصوير الفضائي والاستشعار عن بعد ، إعطاء علماء الآثار فكرة عامة عن الأماكن التي
. عليهم أن ينقبوا فيها، وهذا ما حدث في أحد أشهر الأبحاث التي أجريت في صحراء مصر عام ١٩٨١
ففي مختبر المسح الأثري الأمريكي بولاية أريزونا الأمريكية ، بينما كان الباحثون يحللون جداول معطيات
أظهرت صور الرادار وجود منطقة تحت ،« كولومبيا » جمعتها أجهزة الرادار المركبة على متن مكوك الفضاء
رمال صحراء جنوب مصر ، وشمال غرب السودان ، لا تهطل فيها الأمطار الآن إلا بمعدل مرة كل خمسين
سنة، ولكنها تحتوي على مجاري أنهار قديمة كبير ة، بعضها أوسع من نهر النيل نفسه (يرى علماء التاريخ
الطبيعي والجغرافيا التاريخية أن أنظمة نهرية تجمعت وتكونت في عصر الأوليجوسين الجيولوجي ، وكونتا
أو الأورنيل (جد النيل ) وكان يخترق الصحراء الغربية وينتهي « النهر الليبي القديم » نهرا كبيرا أطلق عليه اسم
بدلتا كبيرة في المنطقة الواقعة بين منخفض الفيوم جنوبا ووادي النطرون شمالا ، وتحتوي الرواسب النهرية في
هذه المنطقة على بقايا كائنات من النوع الذي يعيش في الماء العذب ، مثل التماسيح وأفراس النهر بالإضافة إلى
« مورفولوجية الأراضي المصرية » الفيلة، وتعتبر منطقة الفيوم الموطن الأصلي للفيل في العالم . (بتصرف من
!( ٥١ ، للدكتور محمد صفي الدين، ص: ٥٠
بعد ذلك بعدة أشهر أثبتت البعثات التي توجهت إلى المنطقة أن أشعة الرادار كانت قد اخترقت الرمال الجافة
وانعكست على الأحجار الكلسية الموجودة في قيعان الأنهار (الجافة) على عمق مترين من سطح الأرض ،
ووجد المنقبون عند شطآن الأنهار التي حددها الرادار أصدافا لأنواع من الحلزون البري الذي لا يمكنه العيش
إلا في الأماكن الرطبة المبتلة وفي مناخ استوائي.
والأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أن المنقبين عثروا على ألوف من الأدوات التي صنعها الإنسان في الع صر
الحجري، كالفؤوس اليدوية وما شابه ذلك ، والتي يعود تاريخها إلى حوالي ٢٠٠ ألف سنة خلت ، وهذا ما جعل
،( العلماء يعتقدون بأن تلك الصحراء كانت رطبة ومأهولة في بعض تلك العصور (مجلة آفاق علمية ، عدد ( ١٧
.( ص ٣٢
وقد أجريت حديثا دراسة مشابهة لشبه الجزيرة العربية ، حيث أظهرت الصور الجوية وجود مجرى لنهر قديم
عملاق يخترق شبه الجزيرة العربية من الغرب ويتجه إلى الشرق ، ناحية الكويت ، ويختفي مجرى هذا النهر
تحت كميات هائلة من الكثبان الرملية ، وأوضحت الصور أي  ضا أن مساحة شاسعة من شمال غرب الكويت
عبارة عن دلتا لهذا النهر العملاق ، ويشير هذا الكشف كما ذكر الدكتور فاروق الباز (جريدة الشرق الأوسط ،
١٩٩٣ في تحقيق أجري مع الدكتور فاروق الباز ، عالم الجيولوجيا والفضاء المصري المقيم /٣/ عدد ٢٧
بأمريكا) إلى وجود كميات هائلة من المياه الجوفية في مسار النهر القديم وإلى احتمال وجود آثار للإنسان
القديم الذي لابد أنه عاش على جانبي النهر في العصور السحيقة عندما كان النهر يجري بالمياه قبل ٥٠٠٠
عام(لمزيد من المعلومات عن آثار الإنسان القديم التي عثر عليها حديثا في شبه الجزيرة العربية ، انظر :
صفحة ٤ من ١١ عودة جزيرة العرب مرو  جا وأنها  را
.(( مجلة الثقافة العالمية، عدد ( ٥٩ « أوائل البشر في شبه الجزيرة العربية » نورمان ويلن ودافيد بيز
المكتشفات الأثرية في شبه الجزيرة العربية:
وتدل التنقيبات الأثرية الحديثة على صحة هذه المعلومات ، خاصة بعد اكتشاف عدد من المواقع الأثرية هي
بقايا حضارات ومدنيات متقدمة، في مناطق هي الآن صحراء جافة!
وبعد إزاحة أكوام الرمال « حصن الغراب » ففي عام ١٨٣٤ م اكتشفت قلعة على مقربة من عدن ، تعرف ب
( عن أطلال هذه القلعة عثر على قطعة من الرخام وعليها نقش يقول:( ١
"لقد قضينا دهورا بين أفنية هذه القلعة في عيشة راضية لا يشوبها ضيق أو عسر ، وتحيط بنا مياه البحر في
حالة طغيان الم  د، وأنهارنا تفيض مندفعة غزير ة، وبين النخيل الباسقات كان حارسها يغرس الرطب الجني
على ضفاف الجداول المتعرجة الدافقة بالماء أو الجافة ، وكنا نصيد صيد البر بالحبال والغاب ، كما كنا نخرج
الأسماك من أعماق البحار ، وكنا نختال في مشيتن ا، رافلين في ملابسنا الحريرية الموشاة عند أطرافه ا، وثياب
سندسية خالصة ، وأردية ملونة بخطوط خضراء ، وكان الملوك الذين يحكموننا منزهين عن الدناء ة، أشداء على
أهل الخديعة والغدر ، وقد اختاروا لنا شريعة محكمة مستمدة من ديانة هود ، وكنا نؤمن بالمعجزات ، والبعث ،
ترجمة دكتور عبدالشافي غنيم عبدالقادر ، « التاريخ الجغرافي للقرآن » وإحياء الموتى ..( سيد مظفر الدين نادفي
.«( الجغرافيا التاريخية لبلاد العرب (Forster ص: ١٨٢ ١٨٣ ، نقلا عن كتاب المستشرق (فورستر
وهذا الحصن من بقايا حضارة عاد الثانية (عاد من أمم العرب العظيمة البائد ة، أسست أقدم مدينة عرفها العالم ،
وكانت القصور الشامخة والصروح العظيمة أكبر مظهر لتقدمهم ، قال تعالى : {ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم
ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد } (الفجر: ٦ ٨) وقد أرسل الله إليهم هودا عليه السلام فكذبوه
وكفروا به .. قال تعالى : {وإلى عاد أخاهم هودا قال ياقوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره أفلا تتقون قال الملأ
الذين كفروا من قومه إنا لنراك في سفاهه وإنا لنظنك من الكاذبين قال ياقوم ليس بي سفاهة ولكني رسول رب
العلمين أبلغكم رسالات ربي وأنا لكم ناصح أمين } (الأعراف: ٦٥ ٦٨ ) فأهلكهم الله بريح صرصر عاتيه
كما قال تعالى : {وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما فترى القوم
فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية } (الحاقة: ٦ ٧) وهؤلاء هم عاد الأولى ، ونجى الله هودا والذين آمنوا
معه، قال تعالى : {ولما جاء أمرنا نجينا هودا والذين آمنوا معه برحمة منا ونجيناهم من عذاب غليظ } (هود :
٥٨ ) وهؤلاء هم عاد الثانية )، وهو يصور مدى رغد العيش والسعة والتقدم الذي كانوا يعيشون فيه .. وواضح
أن هذه الصورة لا تكون في صحراء جافة.
وفي صفحات التاريخ ُتذكر العديد من المدن العربية التي ذاع صيته ا، وتناقل الرواة الحكايات عن تقدمها
،«Ubar أوبار » الحضاري، ونسجت حولها الأساطير والروايات ، ومن أشهر هذه المدن المدينة الأسطورية
ويعد الكشف عن أطلال وكنوز هذه المدينة إحدى المغامرات العلمية المثيرة الرائعة (أنظر مجلة الثقافة العالمية ،
.(( عدد ( ٦٥ ) ومجلة العلم والتكنولوجيا، عدد ( ٢٩
فوجود هذه المدينة وموقعها ظلا لغزا حير علماء الآثار لسنوات خلت ، وجعلهم أ سرى الشكوك والتكهنات
والافتراضات، فتوقعوا مواجهة صعوبات جمة في البحث عن ضالتهم المنشود ة، ولكن اليوم ، وبفضل تسخير
الله أحدث الوسائل التكنولوجية التي تميز بها عصرن ا، خصوصا التطور التقني الهائل في مجال تكنولوجيا
الفضاء، تمكن العلماء من تحديد موقع هذه المدينة ونفض الغبار عنه ا، مما جعل عملية الاكتشاف في حد ذاته ا،
سابقة لا مثيل لها في علم الآثار الحديث.
لغز المدينة المفقودة:
صفحة ٥ من ١١ عودة جزيرة العرب مرو  جا وأنها  را
من أقدم وأشهر مدن شبه الجزيرة العربية (ربما تكون مدينة أوبار كما يعتقد العديد من « أوبار » ومدينة
المذكورة في القرآن الكريم في قوله تعالى : {ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات « إرم » العلماء هي مدينة
العماد} ويصفها القرآن بأنه ا: {التي لم يخلق مثلها في البلاد } وتذكر كتب التفسير ، ومعاجم البلدان عن هذه
المدينة الكثير من الروايات ، تحوي مبالغات كثيرة عن عظم تلك المدينة وفخامتها (أنظر على سبيل المثال :
وهذا كله من » :٥٠٨/ الروض المعطار في خبر الأقطار : ص ٢٢ ٢٤ ) قال ابن كثير في تفسيره؛ ٤
ويبقى بعد استبعاد مبالغات الرواة وتهويل القصاص أنها مدينة عظيمة )، شيدها « خرافات الإسرائيليين
شداد بن عاد في صحرائها الجنوبية، وبذل النفيس والغالي في بنائها لتكون جنة في الأرض، إذا جاز التعبير..
عليه ا، « أطلنتيس الصحراء » وكان لورانس العرب أول من حلم بتحديد مكان المدينة المفقود ة، وأطلق اسم
ولكن توفي قبل أن يحقق حلمه ، ثم تبعه آخرون من الرحالة الذين انطلقوا في بعثات غير مثمرة عامي ١٩٤٧
الذي استند أثناء رحلته الاستكشافية «B.Thomas برترام توماس » و ١٩٥٣ ، ومنهم الرحالى البريطاني
ولكنه لم ينجح أبدا في العثور « أوبار » إلى كلام البدو الذين زودوه بعدد من الإرشادات لإيجاد الطريق إلى
عليها.
نيقولاس كلاب » وفي بداية الثمانينيات بدأ البحث الجدي عندما وقعت بين يدي صانع الأفلام الوثائقية الأمريكي
، وهو من جملة من شغفوا باكتشاف المدينة المذكرات التي كتبها توماس عام ١٩٣٢ «N.Clapp
وتضمنت سيرته ومجموعة تقارير علمية عن الآثار في شبه الجزيرة العربية ، وفيها يشير مدعوما بالأدلة
معلومات أكثر حول الموضوع من « كلاب » وبالإضافة إلى ذلك جمع ،« أوبار » إلى وجود طريق قديمة إلى
.« أوبار » مراجع ووثائق تضمنت أسماء ٦٠٠ مؤرخ وعالم جغرافي ورحالة أكدوا وجود
تأليف فريق بحث مهمته الانطلاق في بعثة لمدة ثلاثة أشهر لحل لغز « كلاب » نتيجة لهذا الجهد النظري قرر
المسؤول عن جمع المال والتبرعات «G.Hedges جورج هدجز » المدينة المفقود ة، وضم الفريق ، المحامي
جوريس » لتمويل البعثة وتنظيم أموره ا، وخبيرين في شؤون الجزيرة العربية ، هما عالم الآثار المعروف
الذي كان «R.Fiennes رانولف فينيس » الذي تولى تحليل المعلومات المتوفر ة، والسير «J.Zarins زارنز
ضمن الوحدات العسكرية البريطانية التي ساعدت الجيش العماني عام ١٩٦٨ ، وكان على درا ية كبيرة
بالمنطقة.
حصلت البعثة على دعم شخصي من السلطان قابوس الذي بدا مغتبطا جدا للأمر - ومن وزارة التراث
العمانية، التي تبنت الفكرة وقدمت للبعثة كل عون ورعاية ، وكذلك من بنك عمان الدولي ومن شركة نفط
عمان.
وردت في خريطة جغرافية قديمة وضعها الجغرافي « أوبار » والجدير بالذكر أن أقدم الإشارات الجغرافية إلى
وأشار إلى وجودها في منطقة تقع على مشارف الربع الخالي «C.Ptolamy كلوديوس بطليموس » السكندري
حاليا، وهي صحراء غير مطروقة واجتيازها محفوف بالمخاطر ، وكانت أول ز يارة للبعثة لهذه المنطقة
المحظورة عام ١٩٩٠ ، ولكنها ما لبثت أن غادرتها خوفا من الوقوع في المهالك.
بأنه بدأ « كلاب » أما عملية البحث الجدي فبدأت في نوفمبر عام ١٩٩١ ، وفي أوائل ١٩٩٢ - وبعد أن صرح
وكانت النتائج مشجعة ، خاصة بعد ،« ظفار » في « سشعر » يشعر بالفشل - جاء قرار البعثة بالتنقيب في منطقة
أن تم دعم عملية الحفر باستخدام رادارات خاصة بالتربة الرملية تتغلغل في باطن الأرض.
« ناس ا » قبل ذلك ، وبالتحديد عام ١٩٨٤ قد طلب من عالمين في وكالة الفضاء الأمريكية « كلاب » وكان
« تشالينجر » مسح منطقة شبه الجزيرة العربية بواسطة رادار التصوير الفضائي المركب على مكوك الفضاء
لاندسات » الفرنسي ، و «Spot سبوت » وبعد مقارنة صور المكوك مع صور أرسلها القمران الصناعيان
صفحة ٦ من ١١ عودة جزيرة العرب مرو  جا وأنها  را
أصبح بين يدي البعثة خريطة فريدة لمنطقة الربع الخالي ، توضح طرق القوافل القديمة وخزانات ،«Landsat
المياه الجوفية ومجاري الأنهار القديمة والوديان ، وكلها مناطق كان من الصعب جدا رؤيتها بالعين المجرد ة، إلا
أنها ظهرت واضحة جلية بفضل تكنولوجيا التصوير الفضائي.
وقد أظهرت هذه الخريطة وجود طريق للقوافل مدفونة تحت الكثبان الرملية التي يصل ارتفاعها إلى ١٨٣ م،
وبالاستعانة بهذه المعلومات قررت البعثة الحفر قرب نقطة تقاطع طريق القوافل مع مكمن مائي قديم كشفت
عنه الصور الفضائية ، وهنا كانت الاكتشافات المدهشة .. قلعة محصنة مثمنة الأضلاع ، ذات أبراج وجدران
شاهقة يصل ارتفاعها إلى ١٠ أمتار، وتضم عددا من غرف التخزين وأماكن السكن .. وظهرت المدينة
.« أوبار » الأسطورية
وتبعد ٢٨٠ كم إلى الشمال من « الفاو » التي تقع على ضفاف وادي « قرية » وهناك أيضا الكشف عن آثار مدينة
وتشرف على الحافة الشمالية الغربية للربع الخالي ، وتقع على الطريق التجاري الذي يربط بين « نجران » مدينة
حضارات » جنوب الجزيرة العربية وشماله ا، حيث كانت القوافل تبدأ من سبأ ومعين مارة بقرية (محمد الأسعد
.(( مجلة آفاق علمية، عدد ( ٣٤ « قبل الإسلام
وقد بدأ التنقيب عنها عام ١٩٧٢ حيث تولت المهمة جمعية التاريخ والآثار في جامعة الرياض ، وأصدرت
الجامعة أحد عشر مجلدا عن نتائج التنقيبات ، تناولت المعادن والأواني الفخارية والحجرية والمباخر والزجاج
إلى القرن الثاني الميلادي. « قرية » والحلي والفخار والعمارة والمسكوكات والكتابات والنقوش، والتي ترجع
وهكذا تؤكد كل الشواهد والبراهين العلمية والتاريخية أن الحقائق الواردة في حديث النبي صلى الله عليه
وسلم صحيحة ثابتة ، قالها صلى الله عليه وسلم قبل أربعة عشر قرنا من الزمان ، ولم يكن ثمة أجهزة
تنقيب أو تصوير فضائي.. وإنما كان هناك الوحي.. {وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحي}.
النبوءة العلمية: عودة الأنهار إلى شبه الجزيرة العربية
يتضمن هذا الحديث النبوي الشريف إلى جانب الحقيقة العلمية المبهرة والمعجز ة، والتي أثبتها البحث العلمي
الحديث، والمتعلقة بمناخ شبه الجزيرة العربية منذ آلاف السنين يتضمن أيضا نبوءة علمية عجيبة وغريبة
أخرى، ألا وهي : عودة الصورة الاصلية القديمة لشبه الجزيرة العربية .. أمطار غزير ة، وأنهار جارية ، ومراع
ومساحات خضراء وارفة!!
"لن تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجا وأنهارا"
ويعتقد البعض أن ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم قد تحقق الآن في شبه الجزيرة العربية ، نتيجة
لاكتشاف مياه جوفيه بكميات كبيرة تدفق منها العديد من الآبار والعيون الجارية (يميز الباحثون بين نوعين من
المياه الجوفية : مياه سطحية بالطبقات العليا التي لا يزيد عمقها عن بضع عشرات من الأمتار تحت الأرض ،
وهي حصيلة الأمطار والسيول الراهنة ، وأخرى بالطبقات العميقة على بعد مئات الأمتار أسفل السطح ، وهي
مدخرة من عصور جيولوجية ماضية .. وفي شبه الجزيرة العربية توجد خزانات جوفية عميقة (أي أنها مدخرة
تحت مساحات شاسعة من أرض الصحراء تقدر بنصف المساحة « من العصور المطيرة في الماضي البعيد
الكلية، ففي بعض مناطق تبوك أنزلت آبار ناجحة على عمق ٨٠٠ م، وفي القصيم تحفر الآبار ألف متر ، وفي
الجوف وسكاكا بشمال السعودية فجرت مياه الخزان الجوفي العميق منذ سنوات حيث أنزلت الآبار نحو ٨٥٠ م
تحت السطح ، فاندفعت المياه ساخنة بضعة أمتار إلى أعلى .. (بتصرف من : جغرافية الصحارى العربية ، ص
١٩٣ )) ، مما مكن وباستخدام التكنولوجيا الحديثة في الزراعة من استصلاح مساحات .١٩٢ .١٨٥
شاسعة من الأراضي الصحراوية وزراعتها.
صفحة ٧ من ١١ عودة جزيرة العرب مرو  جا وأنها  را
مروجا » ولم يقل « مروجا وأنهار ا » : وهذا مخالف لظاهر كلام النبي صلى الله عليه وسلم فقد قال
ومعروف أن الأنهار تتكون أساسا من سقوط الأمطار الغزيرة، وهذا ما لم يحدث حتى الآن. « وعيونا
والظن الغالب ، والتفسير الأقرب إلى المفهوم من كلامه صلى الله عليه وسلم أن هذا سيحدث كنتيجة
لتغير شامل في مناخ الكرة الأرضية ، ينتج عنه تحرك نطق المطر بحيث تدخل صحراء شبه الجزيرة العربية
فيها، مما يؤدي إلى جريان الأنهار في أوديتها الجافة ، وهذا يعني كما سبق أن ذكرنا دخول الأرض في
عصر جليدي جديد!!
مناخ الأرض المتغير
والواقع أن صورة المناخ الثابت للأرض صورة غير حقيقية ، فخلال آلاف السنين وهي تعد لحظات بالنسبة
للتاريخ الجيولوجي تحدث تغيرات هائلة في مناخ الأرض ، حيث يسودها مناخ بارد وتحتل المسطحات
الجليدية الهائلة مساحات شاسعة منه ا، ثم تبدأ درجات الحرارة في الارتفاع مرة أخرى ، وينحسر الجليد ،
وتحدث فترة دفء.. وهكذا.
فيما يلي : « أوستن مي لر » وهناك العديد من الأدلة على حدوث مثل هذه الذبذبات المناخية لخصها الأستاذ
( ( الجغرافيا التاريخية الطبيعية، ص ١٣٤ ١٣٥
١- المعلومات الخاصة بالأمطار وغيرها من الظواهر المناخية الأخرى ، والتي سجلها الكتاب ال قدماء ، مثل
سجل الظواهر الجوية الذي دونه بالإسكندرية بطليموس في القرن الثاني الميلادي.
٢- المعلومات الخاصة بالفيضانات وفترات الجفاف.
٣- المعلومات الخاصة بمواعيد بذر الحبوب وضمه ا، ومثال ذلك أنه توجد في بعض جهات أوروبا سجلات
مدون فيها مواعيد  جْني الكروم منذ سنة ١٤٠٠ م.
(في أعلى) التغيرات الفلكية، (في
اليسار) تأثير التغيرات في شدة الإشعاع
الشمسي خلال فصل الصيف، (في
اليمين) حجم المسطحات الجليدية
الأرضية.
صفحة ٨ من ١١ عودة جزيرة العرب مرو  جا وأنها  را
٤- البيانات الخاصة بمواعيد تجمد المواني ، فمثلا توجد بالدانمارك سجلات مدون فيها مواعيد تجمد المياه عند
سواحلها في فصل الشتاء منذ سنة ١٣٥٠ م.
٥- اختلاف المسافات بين الحلقات السنوية لنمو الأشجار المعمرة (الحلقات التي تظهر في مقطع الشجر ة) وقد
عُمِّر بعض هذه الأشجار أكثر من ٣٠٠٠ سنة.
٦- وجود الغابات المتحجرة في جهات لا تكفي أمطارها في الوقت الحالي لنمو الغابات ، وكذلك وجود كتل
الأخشاب المتفحمة في جهات شديدة الجفاف في الوقت الحاضر.
٧- وجود آثار مراكز عمران قديمة في جهات لا تساعد ظروفها المناخية الحالية على العمران ، مثل أن قاض
بالصحراء السورية ، والتي يقدر عدد سكانها في القديم بناء على هذه الأنقاض بأكثر من « تدمر » مدينة
مائة ألف نسمة.
٨- وجود آثار تدل على الزراعة في مناطق لا يسمح مناخها الحالي بالزراعة.
٩- امتداد بعض الطرق حول بحيرات جافة حالي ا، وكذلك قيام كباري ومعابر على مجاري مائية ليس بها ماء
في الوقت الحاضر.
وغيرها من الأدلة الكثيرة التي تثبت هذه الحقيقة.
أن ظهور الإنسان الأول كان معاصرا لتغيرات مهمة في المناخ ، نتج عنها ظهور الفترات » ومن الثابت أيضا
المرجع السابق ، ص : ١٣٦ ) وهي آخر الفترات الجليدية ، ) « الجليدية في عصر البليستوسين الجيولوجي
ونعيش الآن فترة الدفء التي أعقبتها.
النظرية الفلكية للعصور الجليدية
وقد شغلت ظاهرة دخول الأرض في عصور جليدية أذهان العلماء ، وأخذوا يبحثون عن الأسباب التي تسببه ا،
ووضعوا لذلك العديد من النظريات والافتراضات ، ومن أشهرها الآن نظرية الفلكي اليوغسلافي
ترجع النظرية ) ؟« ميلانكوفيتش » التي طرحها في بدايات القرن الميلادي الماضي .. فماذا قال « ميلانكوفيتش »
الفلكية للعصور الجليدية إلى القرن التاسع عشر ، وإلى أعمال الفلكي الاسكتلندي جيمس كرول الذي ولد عام
١٨٢١ ونشر آراءه في ثمانينيات القرن التاسع عشر ، ولم تلق قبولا آنذاك ، ثم أعاد ميلانكوفيتش طرحها بعد
.( أن أدخل عليها تعديلات عام ١٩٤١
صفحة ٩ من ١١ عودة جزيرة العرب مرو  جا وأنها  را
لقد أرجع سبب الانقلابات المناخية على سطح الأرض إلى التغيرات التي تطرأ على ثلاثة مقادير متعلقة
بهندسة مدار الأرض حول الشمس.
فالأرض تدور حول الشمس في مدار شبه دائري ، ولكنه لا يثبت هكذ ا، بل يتغير فيمتد قليلا ليصبح إهليجيَّ ا،
ثم يعود إلى وضعه شبه الدائري في دورة مدتها ١٠٠ ألف سنة ، وعندما يكون المدار دائريا فإن الأرض تتلقى
كمية مماثلة من حرارة الشمس في كل يوم من أيام السنة ، أما عندما يكون المدار إهليجيا فإن كوكبنا يكون في
بعض أيام السنة أقرب إلى الشمس ويتلقى مزيدا من الحرارة منه في أيام السنة الأخرى ، ولكن مجموع كمية
الحرارة التي يتلقاها الكوكب بأسره خلال سنة كاملة يبقى ثابتا دوم ا.. هذا هو التغير الأول في نظرية
.« ميلانكوفيتش »
أما التغير الثاني فهو في محور دوران الأرض .. فالأرض تدور حول محوره ا، وهذا المحور يكون مائلا
على مستوى دورانها حول الشمس ، بمعنى أنه إذا رسم محور متعامد على مستوى دوران الأرض حول
الشمس (وهو ما يعرف بدائرة الكسوف ) فإن محور دورانها يميل على هذا المحور العمودي بزاوية تتغير من ٢١,٨ إلى ٢٤,٥ في دورة مدتها ٤١ ألف سنة.. وهذه الزاوية الآن ٢٣,٤ وهي آخذة في التناقص.
والتغير الثالث في هندسة مدار الأرض يتعلق أيضا بمحور دورانه ا، فهذا المحور الوهمي يرسم في السماء
ويكمل المحور دورته هذه في دورة مدتها ٢٣ ألف سنة. «Precession» دائرة وهو ما يعرف بالترنح
هذه هي التغيرات التي تطرأ على هندسة مدار الأرض حول الشمس والتي يسببها تفلطح الأرض وعدم كمال
التي « النحلة » استدارتها، وجاذبية القمر والكواكب له ا، مما يجعلها تترنح في دورانها حول الشمس كما تترنح
يلعب بها الصبية، وهذا بدوره يؤثر على كمية الإشعاع الشمسي الواصلة إلى الأرض خلال أيام السنة.
أن تختبر النظرية الفلكية للعصور الجليدية ، فلم يكن ثمة من يعرف « ميلانكوفيتش » كان من المستحيل أيام
التواريخ المضبوطة لنمو وانحسار الجليد خلال الآلاف الماضية من السنين ، وهكذا ظلت هذه النظر ية غير
مثبتة وليس لها من المتحمسين إلا القليل ، إلى أن تطورت التقنيات الحديثة لتعقب حرارة الأرض على مر آلاف
الأعوام عبر العصور ، تم هذا في السبعينيات بدراسات على بقايا الأصداف الجيرية والقواقع والحيوانات الأولية
.( ترجمة د. أحمد مستجير، ص: ٦٢ ٦٣ « ظاهرة الصوبة » المترسبة في أعماق البحار(جون جريبين
وتستخرج الرواسب من قاع البحر في صورة أعمدة طويلة يستخرجها مثقاب من سفن الاستكشاف الجيولوجي ،
لكن عمر الرواسب عند أي عمق لا يمكن استقراؤه مباشرة من العمود ، وإنما يقدر بمقارنة المغناطيسية (يتغير
المجال المغناطيسي للأرض تغيرا واسعا مع الزمن الجيولوجي ، فيضعف ويشتد ، وأحيانا ينعكس تمام ا، وهذه
التغيرات خاصة الانعكاس تمثل بصمة مميزة للعصر الجيولوجي ، فمن الممكن أن نقارن أي قطعة من
الرواسب لها مغنطيسية معينة بنظيرتها من صخور اليابسة ، ليحدد عمرها بدقة بالغة . (ظاهرة الصوبة ، ص:
٦٣ بتصرف() المحبوسة بها بمغناطيسية صخور من البر حسب عمرها بالفعل بطرق أخرى ( ٢٤ )، وهذا يحل
نصف المشكلة ، وهي تحديد عمر الرواسب ، ويبقى النصف الآخر ، وهو تحديد درجة الحرارة في هذا الزمن
الذي ترسبت فيه.
هناك نوعان شائعان من ذرات الأكجسين (نظيران) هما أكسوجين ( ١٦ ) وأكسوجين ( ١٨ ) وكلاهما موجود في
الهواء الذي نتنفسه ، وكذا في ماء البحر ، ولما كان الأكسوجين ( ١٨ ) أثقل من الأكسوجين ( ١٦ ) فإن البعض
من جزئيات ماء البحر سيكون أثقل من البعض الآخر ، وجزئيات الماء الأثقل تتجمد أسرع من جزيئات الماء
الأخف، وهذا يعني أن نسبة أكبر من الجزيئات الأثقل ستحبس في الثلج عند حلول العصر الجليدي ، ولما كانت
الكائنات البحرية تأخذ الأكسوجين من بيئتها لبناء أصدافه ا، فإن الأصداف التي تتكون في العصر الجليدي
ستحتوي على قدر أعلى نسبيا من نظير الأكسوجين الأخف ، الذي لم يحبس داخل الطبقات الجليدية الضخمة ..
صفحة ١٠ من ١١ عودة جزيرة العرب مرو  جا وأنها  را
وبقياس نسبة نظيري الأكسوجين في بقايا القواقع والأصداف الموجودة في الطبقات المختلفة من الرواسب أمكن
.( الاستدلال على درجة الحرارة عند ترسيبها (المرجع السابق، ص: ٦٤
تستمر « بين جليدية » لقد وجد أن طول العصر الجليدي نحو مائة ألف عام ، تأتي بعده فترة دفء تسمى مرحلة
لمدة عشرة إلى عشرين ألف عام ، ولقد تكرر هذا النمط عشر مرات خلال المليون سنة الأخير ة، ونحن نعيش
الآن قرب نهاية مرحلة دفء طبيعي ، فترة بين جليدية بدأت منذ ما يقرب من عشرة آلاف عام (المرجع
السابق، ص: ٥٨ ).. أي أن الأرض تقترب من بداية عصر جليدي جديد .. وتتحقق نبوءة النبي صلى الله
عليه وسلم.
عودة البحيرات إلى صحراء شبه الجزيرة العربية ، فقد لاحظ في تموز (يوليو ) ١٩٧٧ « هال ماكلور » ويتوقع
سقوط أمطار شبه موسمية على امتداد ثلاثة أسابيع في شمال الربع الخالي ، ولم ينتج عن ذلك تشكل بحيرات
إذا تكرر هذا الأمر وبقوة كافية لتكوين بحيرات فقد يكون ذلك مؤشرا على » جديدة، ولكن على حد قوله
( عودة الأمطار الموسمية إلى الربع الخالي ومعها انقلاب في المناخ(آفاق علمية، عدد ( ٢٤ )، ص: ١٥
صفحة ١١ من ١١ عودة جزيرة العرب مرو  جا وأنها  را