الخميس، ديسمبر 23، 2010

حكم الاحتفال بأعياد الغرب


انتقد عدد من العلماء والدعاة المظاهر الاحتفالية المنتشرة في الشوارع بمناسبة أعياد الميلاد أو ما يسمى بالكريسماس ووصفوه بـ " العار "، معتبرين ذلك مناقضًا للهوية الإسلامية وتقاليد المجتمع القطري، ويمثل نوعًا من مظاهر الغزو الفكري الذي يعتبر أخطر من الغزو المسلح ، مشددين على حرمة هذه الاحتفالات.

وأكد العلماء أن الأعياد في الإسلام تعتبر من الأمور التعبدية التي لا يجوز الزيادة عليها أو النقصان دون سند شرعي، محذرين من وقوع الكثير من المسلمين في التشبه بالكفار الذي حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم، مؤكدين أن حرمة هذه الاحتفالات تتعاظم لكونها تمس جوهر العقيدة الإسلامية، فضلًا عن تضمنها للكثير من الأعمال المحرمة.

وطالبوا التجار بالتوقف عن بيع الهدايا الخاصة بهذه المناسبة، مثل شجرة عيد الميلاد، معتبرين ذلك من التعاون على الإثم والعدوان.

وقال الدكتور سعيد بن محمد البديوي القاضي بالمحاكم الشرعية سابقًا: إن الغزو الغربي للدول الإسلامية لم يقتصر على احتلال الدول، وسلب المقدرات، وانتهاك الأعراض، وإبادة الأمم، باسم القانون والعدالة تارة، وباسم الحقوق والحريات تارة أخرى، بل إن غزوهم تجاوز ما هو أشد نكاية من أي حرب أخرى، وهو الغزو الفكري والثقافي، لأنه غزو لتخريب المبادئ ومسخ القيم والأخلاق، وذلك بشتى الوسائل، وأخبث الطرق، عبر وسائل الإعلام، وسن القوانين، وتشويه الحقائق، وغير ذلك من الأساليب التي جندت لها المقدرات، وأعدت للمكافأة عليها الجوائز والصلات.

وأضاف: هذا الغزو في الحقيقة ليس بالأمر المستنكر ولا المستغرب منهم، وإنما المستنكر والمستغرب تقبل عموم المسلمين في هذه الأيام لهذه الأفكار المسمومة، بحجج واهية وذرائع زائفة، حيث تزعزعت المفاهيم لدى المسلمين، وأصبحوا يرون المعروف منكراً والمنكر معروفاً، فها نحن اليوم نرى الكثير من أبناء هذه الأمة شيئاً فشيئاً يتملصون من هويتهم الدينية، وشخصيتهم الإسلامية، لهثًا وراء حضارة زائفة، وحرية صلعاء.

وتابع: وها هو الغزو الثقافي الغربي اليوم يظهر في حلة من حلله الجديدة في بلادنا،

عبر ما يسمى (Christmas) أي عيد ميلاد المسيح عليه السلام،

وقد يستغرب بعض المسلمين تسميتي لهذا الحدث وأمثاله بالغزو، ولا يرى فيه إلا مظهر من مظاهر الوئام والانفتاح والتقدم والحرية، بل وقد يراه مناسبة جديرة بالاهتمام لإدخال السرور على قلوب الصغار والكبار.

وأضاف: مثل هذا الاحتفال يمثل "عاراً " على كل مسلم يقوم به في ظل هذا العداء المتصاعد للاسلام في الغرب ، ورفض بناء المآذن، واتهام العرب والمسلمين بالارهاب.

وحمل الدعاة مسؤولية التضليل الاعلامي للمسلمين حول هذا الاحتفال، وترسيخ معلومات وعادات سيئة لدى أطفالنا حول شخصية "بابا نويل" الذي يوزع الهدايا عليهم ليلة رأس السنة ، فيما يجب أن نربط أبناءنا بحب الله وترسيخ القدوة الإسلامية لديهم بعيداً عن هذه الخزعبلات.

وأوضح البديوي أن الاحتفال بهذا اليوم أو المشاركة فيه من حيث الحكم الشرعي لا تجوز بحال، وأن أقل أحواله التحريم، سواء كانت المشاركة لمجرد مجاراتهم في عاداتهم وتقاليدهم أو لشهوة محرمة عندهم، أو غير ذلك من المقاصد، وقد تكون المشاركة كفراً إذا صاحَبَ ذلك اعتقاد صحة دينهم أو الرضى بشعائرهم وعباداتهم.

وأكد أن التحريم يشتد لأن الاحتفال بهذا اليوم يعتبر عندهم احتفالًا بعيد ميلاد ابن الرب،

لأنهم يعتقدون أن عيسى عليه السلام ابن الله سبحانه وتعالى عما يقولون علواً كبيراً،

مضيفًا: فإذا كان هذا هو اعتقادهم كما يقول تبارك وتعالى، وكما يقولونه بأنفسهم،

وهو أعظم افتراء عند الله من كل فرية، فهل يجوز لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يشاركهم أو يهنئهم أو يرضى بعيد هذا اعتقادهم فيه، لا أدري والله كيف يغيب شعور المسلم ويتبلد إحساسه إلى هذا الحد، بحيث يرضى بسب ربه ويشارك فيه ويهنئ عليه.

وأردف: فلو أن شخصاً سب والد شخص آخر أو ضربه أو انتصر عليه في موقف من المواقف،

ثم أقيم لهذا الشخص المنتصر احتفال بما صنع بالآخر أكان ولد الوالد يشارك أو يهنئ المحتفلين

في ذلك الاحتفال؟ لا أظن أحداً سيقبل بالمشاركة إلا إذا كان عديم الإحساس متبلد الشعور، وهذه في الحقيقة هي صورة المسلم إذا شارك في هذا الاحتفال أو هنأ أهله أو رضي بإقامته، بل الأمر أعظم وأجل، إذ هو يتعلق بالرب العظيم العلي الكريم.

كما أشار البديوي إلى أن كثيراً من أئمة السلف قد فسروا قوله تعالى: "والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراماً"، بأن المراد بالزور في هذا الموضع أعياد المشركين، أي لا يحضرون أعياد المشركين وإنما يعرضون عنها.

ومن جانبه قال الشيخ عبدالله العباد أنه من المعلوم عند المسلمين أنه لا يجوز الاحتفال بأعياد الكفار بشكل عام، وتشتد الحرمة إذا كانت هذه الأعياد لها طابع ديني وتمس العقيدة الإسلامية، وهو ما ينطبق على هذا العيد بشكل واضح، مضيفًا: إن هذا الاحتفال يعتبر من أشنع أنواع التشبه بالكفار في احتفالاتهم وأعيادهم وطقوسهم، وهو ما حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال في الحديث الصحيح : "من تشبه بقوم فهو منهم".

وتابع العباد : وللأسف الشديد فهذه الاحتفالات بالإضافة إلى كونها محرمة شرعًا لتصادمها مع العقيدة الإسلامية، فإنها أيضًا تشتمل على العديد من المعاصي وأعمال الفسوق والفجور من شرب للخمر والتراقص بين الرجال والنساء وفي كثير من الأحيان يصل الأمر إلى الزنا، فضلاً عن سب الله عز وجل بنسبة ما لا يجوز في حقه تعالى من ولد وشريك.

وأردف: ولذلك فإن الاحتفال بهذه الأعياد محرم بشدة في الإسلام، كما يحرم تبادل التهاني والهدايا من الورد والأشجار المخصصة لهذه المناسبة.

وأوضح الشيخ العباد أن هذه المظاهر المنتشرة في بلاد المسلمين تدل على جهل منتشر،

محملاً الدعاة والعلماء مسؤولية التقصير في نشر العمل الشرعي والوعي الصحيح بين عموم المسلمين ، ومطالباً إياهم في الوقت نفسه بضرورة التحرك وبيان أن مثل هذه المظاهر تمس العقيدة وتمسخ الهوية الإسلامية التي ينبغي أن يتمسك بها كل مسلم، كما طالب وسائل الإعلام المتنوعة بضرورة التحذير من هذه الاحتفالات وإبراز ذلك في الصفحات الأولى.

كما حذر العباد التجار وأصحاب المحلات من خطورة بيع الهدايا والأشجار الخاصة بهذا العيد

، وقال: إن ذلك محرم لأنه إعانة وتشجيع ومساهمة في انتشار الأعمال المحرمة بين المسلمين.

أما الشيخ أحمد البوعينين فقد قال: إن على القائمين على المحلات التجارية المملوكة للمسلمين

والتي يديرها مسلمون أن يتقوا الله عز وجل ولا يسهموا في هذه الأعمال المحرمة التي تشيع الفاحشة بين المسلمين، وعليهم أيضًا احترام هذه الدولة المسلمة وعقيدتها الصافية الواضحة وعدم تكديرها بمثل هذه الأعمال التي نهى الإسلام عنها.

وأضاف: ومن الجهة الأخرى، فعلى المسلمين الحذر من قضية التشبه بغيرهم في العادات والتقاليد والأعراف، خاصة المتعلقة بقضايا دينية وتمس جوهر العقيدة الإسلامية، وتحمل في طياتها العديد من المخالفات الشرعية، وتشييع الفاحشة في المجتمع المسلم.

واعتبر البوعينين هذه المظاهر من معاول هدم الهوية الإسلامية، حيث تدفع باتجاه تمييع شخصية المسلم التي " نريدها قوية وفعالة ومعتزة بدينها وهويتها وتعمل عى بناء الأمة ونهضتها".

وكان الدكتور يوسف القرضاوي قد انتقد في وقت سابق المظاهر الاحتفالية المنتشرة في شوارع الدوحة بمناسبة عيد الميلاد أو ما يسمى بالكريسماس، معتبراً ذلك تناقضًا مع الهوية الإسلامية للمجتمع القطري.

وقال خلال خطبة الجمعة في مسجد عمر بن الخطاب: ماذا يجري في بلادنا هذه الأيام؟

كدت أقول في أي مجتمع نحن؟ هل نحن في مجتمع مسلم أم مجتمع نصراني؟

وأضاف: ما الذي يجري في الشوارع والمحلات التجارية من احتفالات بما يسمى عيد ميلاد المسيح عليه السلام أو ما يسمونه الكريسماس؟ وكأننا في بلد أوروبي مسيحي؟

لقد مر بنا عيد الأضحى المبارك والذي نسميه العيد الكبير، ولم نر مثل هذه المظاهر الاحتفالية الكبيرة، والتي تأتي قبل نحو اسبوعين من موعد هذا الاحتفال.

وتابع: إذا كانت قطر والسعودية وبعض الدول الإسلامية ترفض الاحتفال بالمولد النبوي في 12 ربيع الأول،

حيث يرى العلماء هناك أنها بدعة، وترفض ما يحدث في بعض الدول الأخرى من احتفالات وتوزيع للحلوى، فكيف نحتفل إذاً بالكريسماس ونحن لا نحتفل بمحمد صلى الله عليه وسلم؟


وانتقد القرضاوي بشدة المحلات التجارية التي تضع أشجار الكريسماس، وقال: إن بعضها تضع أشجارًا تمتد بطول 5 أمتار، وهي محلات تابعة للمسلمين، مؤكدًا أن هذه المظاهر تعني تنازل الأمة عن شخصيتها الإسلامية وهويتها الثقافية.

وقال: للأسف الشديد تأتي هذه المظاهر السيئة في الوقت الذي يمنع الغرب بناء المآذن وقريبًا سيمنع بناء المساجد،

فهل يستطيع المسلمون في الغرب إقامة احتفالات كبيرة لأي مناسبة وسط المدن الغربية، كما يحدث عندنا في قلب الجزيرة العربية التي شهدت مهد الإسلام وفجره.

ووجه نداءً إلى التجار بالتراجع عن هذه المظاهر، خاصة أنها لن تأتي بالمكاسب المادية التي يرجونها من وراء ذلك، مضيفًا: ماذا حدث لهذه الأمة؟ هذه ليست صورة المجتمع المسلم، هذه ليست صورة قطر الإسلامية التي كل أهلها الأصليون مسلمون، فهذا حرام وعيب ولا يليق، ويدل على غباء وجهل بما يفرضه علينا الإسلام.

فهل بعد هذه النقاط وهذه الكلمات التي تبكي قلب المرء المسلم ..

حديثاً .. فعلاً إن ما نراه ما احتفالات وتوزيع للهدايا وتوزيع [ بابا نويل وغيره ] في المحلات التجارية الكبيرة

والمجمعات لم نره لا في عيد الفطــر ولا في عيــد الأضحــى ..

ونتركهم يحتفلون بيومهم ونحن من نساهم في إنجاح حفلاتهم ..

لا والله .. ليس هذا من شيم المسلمين أبدا

أن لا يحتفلوا بأعيادهم ويحتفلوا ويساهموا في احتفالات النصارى وغيرهم

وهي مبينة على أساس الكفر والضلال وسب الله عز وجل

ومن مبدأ ذات الحفل أنه باطل فكيف نساهم وكيف نقول نتركهم .. ؟

حسبي الله ونعم الوكيل .. لنتق الله في أنفسنــا وإلا نزل علينا سخط الله وعقابه ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق